مسجد ابن عباس والجامع الكبير!

المساجد زينة المسلمين في أراضيهم، وقديمًا قال الإمام المؤرخ ابنُ كثير رحمه الله في البداية والنهاية: من محاسن الإسلام: صلاةُ التراويح بمكة والجمعة ببغداد والعيد بطرطوس! وذلك لاجتماع المسلمين في مساجدهم الكبرى التي تزدان بهم في مثل هذه المشاهد العظيمة.وأولى ما يهتم المسلمون به من شعائر الدين هو بيوت الله تعالى؛ وهي سنةُ المسلمين من قبل، فمساجد المسلمين الكبرى شاهدةٌ ناطقة تحكي اهتمام المسلمين بها في مكة والمدينة والقاهرة ودمشق... إلخ من عواصم الإسلام وحواضره!وبلادنا ولله الفضل عُنيت بهذا الأمر وأولته جلّ الاهتمام، في داخل المملكة وخارجها، إلا أن هناك بعض القصور ينتاب هذا الجانب أحيانًا، فتجد مساجد كبيرة أو صغيرة عفا عليها الزمن وأصبحت في حالٍ من القدم والإهمال لا تليق.وحديثي عن جامعين ومسجدين مهمين في محافظة الطائف وهما: مسجد ابن عباس هذا المسجد العتيق القديم التاريخي والذي يقبع في قلب الطائف وهو الآن في أمس الحاجة لبنائه من جديد بناءً كاملًا، فبناؤه من الداخل بناءٌ قديم تكثر فيه الأعمدة بشكل كبير جدًا فلا تكادُ تنتظمُ معها الصفوف، وكذا فرشه ومداخله ومخارجه ولا حرج أبدًا في نقضه لمصلحتهِ ولنا في بيت الله الحرام أسوة ومثال! وأسمع أن هناك لجانًا شُكلت من أجله ولا أظن هذه اللجان زادته إلا تأخيرًا! والمسجد الآخر: الجامع الكبير -جامع الملك فهد- الذي مضى على بنائه ربع قرن أو يزيد!! دون أي تجديد أو اهتمام يُذكر، وقد وصل لحالةٍ يُرثى لها (ولا تليق بمثل هذا الجامع) من سوء الفرش وقدمِه وسوء الإنارة وعدم وجود تكييف! وسوء وضع المنطقة المحيطةِ به! وهذا المسجد مهيأ بمكانه وموقعه ومساحته الكبيرة جدًا أن يكون منارةً ومركزًا علميًا للمحافظة، لا سيما وقد حظي بإمامٍ من كبار القراء في عالمنا الإسلامي ومن أفذاذ الخطباء وأفصحهم نطقًا، وهو فضيلة الشيخ المقرئ محمد بن شرف الحلواني صاحب الصوت العجيب الجميل.فمنْ لهذين المسجدين الكبيرين من أهل الخير أو الولاية، فنحن في بلدٍ عمّ خيرُه ونفعُه أقصى البلدان والأصقاع؟!Fhdg1423@hotmail.com