Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالرحمن سعد العرابي

الوعي السياسي حتمي للحكم

A A
الحكمة والعقلانية والهدوء وحُسن التصرف عناوين عدة، ومثلها وشبيهاتها كُثر في الإدارة السياسية ،فليس كل من حكم ساس ولا كل من اعتلى كرسي الرئاسة ساد. وهذه كلها بالتأكيد لن تأتي إلا بالممارسة وعمق التجربة والخبرة الكافية والتي تخلق وعياً سياسياً يستطيع فرض حكمته وهدوئه في القرارات المتخذة.

أما الانفعال والتوتر والمتأتى أصلاً من اصطفاف لأيديولوجيات ضيقة أو تحزبات وقتية فهذه طفولة سياسية لا تجرُّ إلا الخيبة والخسران خاصة عند التعامل مع الأشقاء والجيران.

والمتتبع المدقق لما يدور في منطقتنا العربية والشرق أوسطية يلاحظ بكل وضوح حكمة وهدوء ورزانة السياسة السعودية ،فرغم الأزمات ورغم الاصطفافات ضدها إلا أنها وساستها كانوا دائماً حكماء في التصرف، هادئي الخطوات، وليس بأدل على ذلك من الهجمة القومجية الشرسة التي تعرضت لها المملكة العربية السعودية ومزاعم التخوين التي طالتها إبان عقود الخمسينيات والستينيات الميلادية الماضية تحت مزاعم وحجج دعم القضية الفلسطينية والتي اتضح من مسارها بعد ذلك هرولة دول المواجهة والتصدي وحماة العروبة إلى وضع أيديهم في أيدي الإسرائيليين وعقد اتفاقيات سلام وتعاون وتبادل دبلوماسي، بينما السعودية إلى يومك هذا لم يحدث منها شيء كهذا.

ثم ابتُليتْ السعودية بهجمات أحزاب البعث والشيوعيين العرب دولاً وأحزاباً ولكنها بقيت هادئة حكيمة إلى أن انهار الاتحاد السوفيتي كنمرٍ من ورق وانهارت معه أوهام الشيوعيين العرب أفراداً وأحزاباً، ولم تخلُ أزمات المملكة العربية السعودية من مشاكسات الجوار والتي انتهكها بعض القادة السياسيين وظنوا أنهم أصبحوا كباراً كما قال ذات يوم أحدهم ،فلم تنجر السعودية إلى ذات الأسلوب والطريقة بل التزمت بنهجها المتعقل وهدوئها الرزين فمرَّت سحب الوهم ومحتها أمطار الحقيقة.

في كل هذه الأزمات اصطف المواطنون السعوديون إلى جانب وطنهم لأنهم مؤمنون أولاً بحكمة ساستهم وقناعتهم الراسخة في الدفاع عن مصالحهم الذاتية ثانياً ،وإن شذ البعض منهم فشرَّقوا وغرَّبوا بسذاجة وسطحية فكر لمناصرة طرف من هنا أو حزب من هناك كما هو حادث مع من يدافع وبحماسة شديدة عن إيران وملاليها وعميلها حزب الله بحجة معاداتهم لإسرائيل!؟ أو أولئك الذين يدافعون بغباء سياسي ومعرفي عن انقلابيي اليمن، زمرة علي صالح (عفاش) والحوثيين.

واليوم والوطن يتعرض إلى الهمز واللمز من طرف قريب لم أتفاجأ حقيقة بدفاع الإخونجية عن تصرفات أقل ما يقال عنها أنها غير لائقة وطفولية، لأنهم مُباعون إلى تلك الجهة، فهم إما كَتَبة في إعلام تلك الجهة أو مستشارون لهذا أو ذاك، وبالتالي فمصالحهم تُحتِّم عليهم ارتداء أقنعة واهية سرعان ما تكشف ما وراءها من خبث والعياذ بالله.

المواطنة الصادقة والانتماء الحقيقي ليس لهما من قناع بل وجهٌ واحد مُسْفِرٌ ناصع البياض والإشراقة وهو وجه الإخلاص للوطن وخاصة حينما يكون كبلدنا وطن القداسات وأرض الرسالة ومهبط الوحي وحاضن الحرمين الشريفين وليسمح لي كل هؤلاء بالقول : لا حياد ولا مواقف رمادية في الدفاع عن الوطن إلا المناصرة والتأييد، وأما غير ذلك فخيانة للوطن وجريمة بحق مواطنيه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store