Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد عمر العامودي

حديث الأربعاء

A A
شهدنَا قبلَ ليالٍ، حفلاً مدرسيًّا رائعًا.. احتفتْ فيه مدارسُ «عبدالرحمن فقيه» بمكَّة المكرَّمة بتكريمِ العشر الأوائل من طلابها، الذين حصلُوا على الثانويَّة العامَّة للعام الدراسيِّ المنصرم.

* سجَّل العشرةُ الأوائلُ تفوُّقًا ملحوظًا، وعلاماتٍ لافتةً، جعلت البعضَ حولنا من جيلِ الكبار يعلِّقون: هذه علاماتٌ لم يكن أحدٌ على أيَّامنا يفكِّر في الاقترابِ منها، ولكنَّ الأخذ بالأساليب الحديثة في التَّعليم، وتحريره من النمط التقليديِّ، وإطلاق سراح الطلاب من داخل أسوار الفصول المغلقة، إلى السَّاحات المكشوفة، خلق أذهانًا واعيةً، وفجَّر طاقاتٍ مكبوتةً، وغيَّر الموازينَ. لقد كان الهدفُ من تأسيس هذه المدرسة، ليس التجارة، وليس تحقيق ربح.. لقد كانَ الهدفُ توفيرَ تعليمٍ يسهم في بناء المجتمع.. تعليم مفيد، يخطو بالبلاد إلى الأمام، لتصل إلى ما وصلت إليه بلادٌ كثيرة، وكان «لي كوان يو» باني مجد سنغافورة، حين تسلَّم الحكم قبل أربعين عامًا، ناشد شعبه بالقول: لا شيءَ أعدكم به ،غير إقامة نظام تعليمي سليم.. ولم يمضِ عقدٌ إلاَّ وكانت سنغافورة. نحن نحتاج إلى تعليمٍ سليمٍ، وليس ذلك صعبًا، فميزانيَّةُ التَّعليم عندنا تفوق ميزانيَّات دولٍ. ويمكن أن نتَّخذَ من تجربة «مدارس عبدالرحمن فقيه» نموذجًا.. فلا يُعطى ترخيص لأيِّ مدرسةٍ خاصَّةٍ إلاَّ إذا قامتْ على ذاتِ الأساس. غادرنا مكانَ الحفل ونحن نتساءل: كيف يكونُ حال بلادنا، لو اتَّجهنا بتعليمنا العام والخاص إلى مثل هذا النَّوع من التَّعليم؟ وسوف نظلُّ نحلم.

* وكان ممَّا لفت النَّظر، حضورَ دولة الشعر في الاحتفال.. حيثُ قدَّمت لنا المدرسةُ عددًا من شعرائها الطلاب.. جيل نابت.. صغارًا، أسمعونا شعرَ كبارٍ، بإلقاءٍ جيدٍ، وقوَّةِ شخصيَّةٍ. مرَّة ثانية.. ونحن نغادر مكانَ الحفل كنَّا نتساءل: مَن قال إنَّ دولة الشعر قد ولَّت؟! لا يزال الشعرُ ديوانَ العربِ، وسيبقى!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store