Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم علي نسيب

اُنشرْ تُؤجرْ..!!

همزة وصل

A A
• ما تصوَّرتُ قط، أنْ تصلَ الهمجيَّةُ إلى هذا الحدِّ، وهذا الحجمِ من الأذى، حيثُ قام أحدُ المتهوِّرين والمجانين بكتابةِ رسالةٍ، مخاطبًا كلَّ مَن يريد الذهاب إلى العُمرة خلال شهر رمضان لوجهِ الله، ودونَ مقابلٍ!! فمَا عليه سوى التَّواصل مع صاحبِ الرقم المُذيَّل تحت الرسالة، التي تنتهي بضرورةِ إيصالِها لكلِّ القروبات؛ حُبًّا في أن يصلَ الخيرُ والأجرُ للجميع، الأمر الذي حوَّل حياةَ صاحبِ الرقم إلى جحيمٍ وإزعاجٍ لا ينتهي، وهي حكايةٌ صادمةٌ أن تأتي التصرُّفات بهكذا طريقةٍ وأسلوبٍ، ليس فيه من عقلٍ ولا رشدٍ ولا إحساسٍ بالآخر، الذي وجد نفسَه بين تعبٍ يُلاحقه، دون أن يرتكبَ ذنبًا ضدَّ هذَا العاشق للأذى، والمُصرّ على تعميمه بجنونٍ وحماقةٍ، وهي حقيقةٌ ليس فيها سوى أنَّ البعض ما يزالون يعيشُونَ العمى بعيدًا عن النور والوعي، الذي بات عامًّا في زمننا هذا، وهي حكايةٌ من كثيرٍ!!

• عالم «التَّواصل» اليوم، هو عالمٌ حافلٌ بكلِّ ما لم يكن في حسبان أحدٍ، عالمٌ مليءٌ بالدَّجلِ والخرافاتِ والأذى، حيثُ وجد بعض مرضى النّفوس فيه فرصةً جميلةً لإيذاءِ الآخر، والإساءةِ إليه، والتلذذِ بإيلامه، وكأنَّ التَّواصل بالنسبةِ لهؤلاء ليس سوى منصَّة للقذفِ، والشتيمة، ونشر الإشاعات والحماقات التي يُمارسونها، وهم يعتقدُون أنَّهم مبدعون، إضافةً إلى أنَّ بعضهم لا يُحسنُ كيفَ يستخدمُ أدواتِ التَّواصل، حتَّى أنَّ بعضهم يبقى صامتًا هادئًا أثناء نومه، وما أنْ يصحو، وقبل أن يقومَ من مرقدِه يقوم بفتح جوَّاله، ومن ثمَّ تحويل كلِّ الرسائل من جوَّاله إلى جوَّالات أصدقائِهِ، مهما كان عددها، هذا غيرُ تصرُّفات أولئك الذين يقتحمون عليك خصوصيَّتك، وتخجل أن تسألهم: كيف حصلوا على رقمك؟! لكنَّها قضيَّة وعي، يبدو أنَّ بعضَنَا ما يزال في حاجةٍ إلى زمنٍ ليستوعبَ الدروسَ..!!

• (خاتمة الهمزة).. صحيحٌ أنَّ أدواتِ التَّواصل قدَّمت لنَا إعلامًا حديثًا، وتناولتْ فسادًا وفاسدِينَ، لكنَّ بعضَ المعاتيه -وبكلِّ أسفٍ- استغلُّوها فقط، في الإساءةِ للآخرِينَ وإيذائِهم... وهي خاتمتِي ودمتم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store