Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد خضر عريف

الوداد والمودَّة

A A
فاز بجائزة مكَّة للتميُّز الثقافيِّ في دورتها الثامنة، عددٌ من المؤسسات والأفراد العاملين في خدمة دينهم، ثم وطنهم، وكرَّم الفائزِينَ مستشارُ خادم الحرمين أميرُ منطقة مكَّة الأميرُ خالد الفيصل يوم الأحد 11 شعبان الماضي، وللجائزة تسعةُ فروع من أهمِّها فرع التميُّز الاجتماعيِّ. وقد فازت بجائزة هذا الفرع جمعيَّتان هما: جمعيَّة الوداد الخيريَّة؛ لدورها المتميِّز في تحقيق مبادئ التكافل والعناية بالأيتام مجهولي الأبوين، وتأهيلهم للانخراط في المجتمع، والمشاركة في تنميته وتطويره، وفازت بالجائزة نفسها مناصفةً: جمعيَّة المودَّة للتنمية الأسريَّة لتميُّزها في تنفيذ برامج اجتماعيَّة مستدامة؛ لبناء الأسر والحفاظ عليها، والحدِّ من نسب الطلاق من خلال توفير الاستقرار والأمان للأسرة والمجتمع، وقد وجدتُها فرصةً سانحةً للتعريف بهاتين الجمعيَّتين، ليكون ذلك حافزًا للتبرُّع لهما من قِبل أبناء الشعب السعودي الكريم، وأبدأ بجمعيَّة الوداد التي تأسَّست عام 1429هـ بناءً على قرار معالي وزير الشؤون الاجتماعيَّة رقم (18142)، وتاريخ 26/2/1429هـ، وسُجِّلت بمحافظة جدَّة في السجل الخاصِّ بالجمعيَّات والمؤسسات الخيريَّة، لتكون أوَّل جمعيَّة متخصِّصة في رعاية الأيتام مجهولي الأبوين في المملكة، ووُضعت للجمعيَّة أهداف محددة منذ إنشائها أهمّها: إنشاء مساكن للأيتام على شكل وحدات صغيرة، والعمل على تشجيع الاحتضان، (وهو البديل الشرعي للتبنِّي)، وإعداد المناهج التربويَّة الإسلاميَّة للأيتام، والعمل على تغيير نظرة المجتمع نحو مجهولي الأبوين، وإجراء البحوث العلميَّة والدراسات الاجتماعيَّة المتعلِّقة بهذه الفئة من أبناء المجتمع، وأهداف أخرى كثيرة تحقَّقت خلال هذه السنوات العشر -ولله الحمد- بل إنَّ إقبال الأسر الحاضنة تضاعف أضعافًا كثيرةً خلال هذه الفترة القصيرة من عمر الزمن، وأصبح الطلبُ في الجمعيَّة أكثر من العرض، وتجاوز عدد الأطفال المحتضنين المئات حول المملكة، وحظيت الجمعيَّةُ بثقةِ وزارة الشؤون الاجتماعيَّة، بحيث أصبحت الجهة الوحيدة المخوَّلة برعاية مجهولي الأبوين، وعليه كان لزامًا على الجمعيَّة أن تؤسس فروعًا في مختلف مناطق المملكة، التي بلغت ستة فروع في الرياض، والخبر، والمدينة المنوَّرة، وجازان، وأبها، والقصيم، إضافة إلى المركز الرئيس في جدَّة.

وكما ذكرتُ آنفًا فإنَّ (الوداد) هي الجمعيَّة الوحيدة في المملكة التي تختصُّ برعاية مجهولي الأبوين، وتسعى بقيادة رئيس مجلس إدارتها المهندس حسين بحري لتغيير نظرة المجتمع تجاه هذه الفئة، وتشجيع الأسر على احتضان الأطفال من مجهولي الأبوين عن طريق الرضاع. وتوفِّر الجمعيَّة برامج متكاملة متطورة للاهتمام بالأيتام مجهولي الأبوين، تراعي خصوصيَّة ظروفهم الاجتماعيَّة والنفسيَّة، وتعالج قضاياهم من منظور إسلامي.

أمَّا جمعية المودَّة فقد تأسست عام 2003م تحت مظلة إمارة منطقة مكَّة لتعمل على تحقيق الاستقرار الأسري، وإشراك الأسرة بوصفها عاملاً رئيسًا في التنمية المجتمعيَّة، وفي العام 2012م حصلت الجمعيَّة على ترخيص مستقل رقم (601) لتكون جمعيَّة غير ربحيَّة متخصِّصة في تمكين وإرشاد وتوعية الأسرة للوصول إلى أسرة مستقرة، متماسكة عبر برامج تنمويَّة مستدامة تسهم في تحسين حياة الأسرة، وتقوية روابطها لبناء مجتمع متماسك، وقد خدمت منذ تأسيسها حوالى ثلاثمئة ألف أسرة، وتسعى لخدمة خمسمئة ألف أسرة حتى العام 2020م، ولو تصورنا أنَّ عدد أفراد الأسرة الواحدة خمسة أفراد، فتكون الجمعيَّة خدمت ما يقرب من مليون وخمسمئة ألف فرد، وهذا الرقم في حد ذاته يصور الخلل الكبير في التماسك الأسري، الذي يعاني منه مجتمعنا، وتقدِّم الجمعيَّة عشرة أنواع من الخدمات للأسر موضحةً في مطوياتها وموقعها الإلكتروني.

لاشكَّ في أن الجمعيَّتين الكبيرتين جديرتان بنيل هذه الجائزة المرموقة: جائزة مكَّة للتميُّز في فرع التميُّز الاجتماعي: مناصفة، وهما جديرتان بالتبرُّع السخي من الموسرين، ومحبي الخير من أبناء وبنات الشعب السعودي الكريم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store