Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن فتيحي

ماضينا يُلاحقنا

شمس وظل

A A
الماضي عشناه جميعًا وتعايشنا معه.. وبقيت ذكراه في مخيلتنا.. تجربة نستفيد منها.. مواقف تتغير.. وأيام تتبدل.

وربما نعيش تجاربنا أكثر من مرة.. ونقع في أخطائنا مرات عديدة.. وقليل من يستفيد.. ويتذكر.. ويتعلم.

ويصبح الماضي ثروة شخصية.. تتبلور فيه تجاربه.. وتنضج أفكاره.. ويصبح حكمه تتنقل بين المجتمع.

هذا الماضي له أشخاص.. وبه شخصيات.. ومعه عقول.

فيه جمال.. وفيه منغصات.. ولكنه هو الماضي.

كيف يمكن أن ننسى ماضينا الكئيب المحزن؟.. وتجاربنا القاسية المريرة؟.. وإسرافنا؟.. وتقصيرنا؟.

هناك أشخاص ارتكبنا في حقهم أخطاء.. ولا زالوا بيننا.. ومعنا.. ووجودهم يُشكِّل لنا عقدة الذنب في التقصير.

ونحاول جاهدين أن نمحو تلك الأخطاء.. وأنَّى لنا أن نستطيع؟.

وهم الأقل ضرراً على نفسياتنا.. والتعايش معهم يفرضه التسامح الاضطراري.

ونحرص على عدم المساس بمشاعرهم.. أو تكرار أخطائنا لهم.

وهناك.. أشخاص عندما نراهم نرى ذنوبنا وأخطاءنا.. وخطأهم.

ونحاول أن نلتمس أعذارًا ومبررات.. ولكنهم بيننا.. ولابد من التعامل معهم والتعايش.

إن المبررات والأعذار مهما كان حجمها وقدرتها.. وطرق التفكير فيها.. فإنها تبقى غير كافية لراحة ضمائرنا التي تلاحقنا.. حتى يران عليها ويصعب التفكير والتذكير.

هناك من الأحداث.. لا يمكن أن تفلت من الأبواب..

وتظل قائمة ثابتة.. وكأننا ندفع الثمن ليلًا ونهارًا..

ينتج من هذه الأحداث أشخاص وبشر.. ومواقع وتجارب..

ونضرب أخماسًا وأسداسًا في الحلول.. ولكن يصعب علينا حلها..

فتظل قائمة.. وكأنها سياط تلاحقنا.. ولا يمكن لنا قتلها.. أو البعد عنها..

إنها العذاب المستمر الأليم..

إن الله يغفر الذنوب جميعًا.. والبشر لا يغفرون..

إن الله لا يظلم الناس شيئًا.. والبشر يظلمون..

وظلم النفس للنفس.. أشد أنواع الظلم وأقساها..

وما أبشع ظلم الشهوة.. الذي يمتد ولا ينقطع..

والاستسلام الذي يُكلِّف النفس شيئًا من العناء..

إنها الحياة بكل متناقضاتها.. والله يبدل السيئات حسنات..

فهل هناك إنابة كافية؟.. أو توبة ثابتة؟.. أو راحة وسكينة تهدى من العليم الحكيم؟..

إن ربي على كل شيء قدير.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store