Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سالم بن أحمد سحاب

الأكشاك الروبوتية: تقنيات خيالية

ملح وسكر

A A
تسارعات التقنية الحديثة لا تكاد تتوقف، بل نحن نلهث وراءها من شدة تسارعها.. ولعلّ تطبيقات الجوالات الذكية خير شاهد على ذلك، وإن كانت غالبًا في الجانب الشخصي، الذي يجعل (الحياة أسهل).

أما القفزات الكبيرة فتهدف إلى تقديم خدمة أفضل وأجود وأيسر عبر منظومة عالية التقنية معقدة الجوانب زهيدة التكلفة على المدى البعيد.. ولعلّ من الجدير ذكره أن كثيرًا مما كان يُعد تقنيات متقدمة قبل سنوات مضت، هي اليوم ليست كذلك، فالخطوات واسعة واكتساب المعرفة ثم إتقانها يتم عبر عمليات منظمة ترعاها دول يقظة حتى لا تُفاجأ يومًا بأن الرَّكْب قد تركها ورحل، فتعيش رهينة لهذه التقنية أو تلك.

خذوا مثلًا آخر، صرعات خدمات المطارات المزدحمة تحديدًا! إنها الأكشاك الروبوتية المتحركة المخصصة لخدمات الركاب المسافرين، وتحديدًا فحص حجز المسافر واستلام أمتعته المشحونة، ومنحه تذكرة صعود الطائرة، فلا يبقى أمامه إلاّ اجتياز طوابير الفحص الأمني المعتاد.

وهذه الأكشاك ليست ساكنة مثل كاونترات الخدمة المعتادة، التي يديرها موظفو الناقلات الجوية، بل هي تتحرك ذاتيًا عبر أجهزة الاستشعار، التي تحملها، فلا تصطدم ببشر ولا حجر ولا جماد، وتستهدف الطوابير المزدحمة لتقدم الخدمة المطلوبة للمسافرين بكل كفاءةٍ ويسر، ولتقلل من أوقات الانتظار، مما ينعكس على تأخير الرحلات أو فواتها لبعض المسافرين.

وهذه الأكشاك ترتبط عبر شبكة واي فاي بأنظمة الناقلات الجوية المبرمجة لخدمة ركابها، فتُتاح لها كل البيانات المطلوبة بلا أسلاك، بل حتى الطاقة الكهربائية التي تسيرها تتم عبر بطاريات مشحونة سلفًا، فإذا ما أوشكت على النفاد عاد الكشك الروبوتي إلى مقره آمنًا مطمئنًا ليستأنف عملية شحنه من جديد.

ومع كل هذه التقنيات الرائعة، التي هي أقرب إلى الخيال بلغة اليوم، إلاّ أنها تعني في المقابل الاستغناء عن اليد البشرية العاملة تدريجيًا، مما يعني ارتفاعًا في مستويات البطالة، إلاّ أن يتم البحث عن بدائل تتطلب أيد بشرية! لكن من المحتم أن تكون البدائل غير تقليدية، فالتقليدية ستظل هدفًا لمشروع الآلة الذكية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة