Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عدنان كامل صلاح

رجال المال.. وغزواتهم

A A
ليس بالمال وحده تبنى الصناعات الوطنية ، هناك أشياء أخرى لا تقدر بثمن ، ومنها المعرفة والخبرة التي تضفي على المال قيمة ،وتجعل بالإمكان تحقيق الأهداف التنموية التي تستهدفها الخطط الطموحة للدولة . إلا أنه من الملاحظ أن هناك البعض يعتقدون أنه يمكنهم السيطرة بالمال على شركة ما وإحلال مجلس إدارة من رفاقهم على رأسه لتحقيق ما يستهدفونه من السيطرة عليها..وثقافة المال هذه تهدد الاقتصاد الوطني لأنها أخذت تستهدف الشركات الرابحة والناجحة بالسيطرة عليها مما قد يؤدي ، عبر إحــلال غير ذوي الخبرة محل مجالس الإدارة ( القائمة ) ذات الخبرة والمعرفة بأعمال الشركات ، في مركز القيادة ، الى تداعي بنيان الشركة ، عبر قرارات غير حكيمة ، وضياع ما تم بناؤه من صناعات ناجحة وداعمة للاقتصاد الوطني .

وكمثال على ذلك ، فإن شركة اللجين وهي شركة مساهمة ، أخذت تجذب منذ بدأت تحقق أرباحاً ، (غزاة) يسعون الى التمركز داخل مجلس إدارتها للسيطرة على أعمالها .

فنجاح شركة اللجين ، شركة مساهمة ، دفع (الغزاة ) الماليين ، أوما اتفق على تسميته بالإنكليزية ( Raiders) ، السعي للهيمنة على الشركة بشراء كمية من الأسهم ربما تتيح لهم إحلال مجلس الإدارة بمجلس جديد من اختيارهم ، يمكنهم من الهيمنة على الشركة ومقدراتها . وكعادة هذا النوع من رجال المال فإن ( غزواتهم) تستهدف الشركات الرابحة والناجحة . واتبع ( الغزاة ) الأميركيون مثلاً في استيلائهم على الشركات تفكيك أجزاء الشركات وبيعها مجزأة والتهام سيولتها النقدية .. ، مما ينتج عنه خسارة للكيان الإقتصادي المربح وتدهور أعمال الشركة وتحولها الى عبء على مساهميها والاقتصاد الوطني . وقد لا يكون بالضرورة هذا هو الأسلوب الذي سوف يتبعه ( الغزاة ) الماليون السعوديون للشركات هنا .

وبالطبع هناك عدد من الأمور والإشاعات التي يثيرها الراغبون كحجة لتبرير إحلال مجلس الإدارة بآخر مــن اختيارهـم . وكانت شركـة اللجين موضوعنا ، (للإحاطة كاتب المقال عضو مجلس إدارة في الشركة حالياً ومرشح للمجلس المقترح أيضاً) قد تعرضت خلال سنين عديدة للكثير من المصاعب ، ولم يكن منها غزوات ( الغزاة ) ، وقاد مسيرتها عدد من خيرة الرجال .

عضوية مجلس إدارة اللجين تواصلت لسنين عديدة مقابل مكافأة بسيطة جداً عن حضور الجلسات ، فعدم تحقيق أرباح انعكس سلباً على مكافأة أعضاء مجلس الإدارة بالرغم عن الجهود التى كانوا يبذلونها للوصول بالشركة الى النجاح الحالي . إلا أن تحقيق الأرباح سوف يؤدي الى تحسن الوضع

وهو أحــد أسباب طمع الغزاة الماليين .

وكانت الشركة قد بدأت في التسعينيات الميلادية بهدف تصنيع رقائق الألمنيوم ، وسميت باللجين نسبة الى الفضة الخالصة إلا أن عدة عوائق لم تمكنها من تحقيق هدفها ، ومن ضمن ذلك صعوبة استخراج وإيصال ( البوكسيت ) مابين (منطقة الزبيرة ) وموقع تكريره في مدينة ( ينبع ) ، وعدم توفر ، حينها ، الطاقة الكهربائية الكبيرة المطلوبة ( حوالي 400 ميجاوات ) ، وسعت كذلك الى الدخول في صناعة مادة (MTBE) ولكن ظروفاً دولية أوقفت عجلة إكمال المشروع . وكانت مجموعة زينل للصناعات ، أحد الدعائم المؤسسة لشركة اللجين ومن أوائل وخيرة الصروح الاقتصادية في البلاد ، تعمل على تطوير مشروع بتروكيماوي لإنتاج البروبلين واليولي بروبلين ، وتم حينها قبول مجموعة زينل مشاركة اللجين في شركة لإنتاج هذه المواد وأطلق على المشروع الجديد اسم ( الشركة الوطنية للصناعات البتروكيماوية - ناتبت ) ، والذي أدى فعلاً الى نجاح اللجين المشهود اليوم .

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store