Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

«سيدات وفتيات» يهددن باعة البليلة بالتقاعد

No Image

A A
يتزايد عدد السيِّدات والفتيات المنافسات لباعة البليلة والحلويات والمعجنات بشكل مطَّرد في منطقة البلد، ويشكل هؤلاء النسوة منافسًا قويًا للباعة التقليديين من الرجال، خلال شهر رمضان، من خلال أكشاك صغيرة في شارع قابل، ويبدو أنَّ المشهد بات معتادًا، إذ سجلت فتيات منذ وقت مبكر أسماءهن لحجز مواقع لبيع المأكولات المحليَّة في منطقة البلد، ويبدو أن كثافة مرتادي المنطقة التاريخيَّة ساعدت الفتيات في رفع معدلات مبيعاتهنَّ من الأصناف الشعبيَّة التي تحظى بإقبالٍ كبيرٍ من المتسوِّقين بالمنطقة.

وفي أول كشك، أو بالأحرى طاولة خشبيَّة تحدَّثت البائعة سعدة مخلف قائلة: أنا مسؤولة عن إعالة أسرتي، فزوجي مريض، وأبنائي يحتاجون إلى مصاريف، اضطررت في بادئ الأمر إلى الوجود هنا في موسم رمضان، وأحضر معي (البليلة) التي يقبل عليها المتسوِّقون، وخاصَّةً من فئة الشباب، فهذه الأكلات مفيدة ولذيذة، ويتركون الوجبات السريعة المنتشرة هنا، ويأتون إلينا ليشتروا بالصحن والأسعار تختلف، والاختلاف يأتي حسب النوع والكميَّة.

الأجواء النسوية شجعتني

وتتابع سعدة: أسهل طريقة للبحث عن مصدر الرزق هي مهنة الطبخ الشعبي، لأنَّي أجيدها وباحتراف؛ وكنت أطبخ الأكلات الشعبيَّة وأبيعها في محيطي العائلي، ومن ثم الجيران، والعوائل القريبة منا أثناء المناسبات والأعياد، وبعدها بدأت أطبخ للعزاب في شهر رمضان، عن طريق شباب العائلة الذين يشجعونني في عملي، ولكن توقَّفت لأنَّي وجدتُ صعوبة في توصيل الطلبات إلى البيوت، بسبب أنَّه لا يوجد لدي سيارة، لذا قررت أن أوجد في منطقة البلد، كلَّما سمحت ظروفي بذلك، فالطلب والإقبال كبيران، والبيع لا يحتاج إلى توصيل الطلبات، وتشجعت أكثر لمَّا وجدت مجموعة من النساء مثلي هنا يوجدن من بعد صلاة العشاء إلى ساعات الفجر ويعملن في نفس مهنتي.

قرص الصاج الحار

وفي كشك آخر، كشفت أم عبدالله، التي فرغت من عجن وخبز قرص الصاج الحار أنَّها من النساء اللائي يُجِدنَ عمل الخبز، كما أنَّها تحبُّ أن تعمل بيديها، وقالت: أقوم بخبز الأقراص وبيعها حارَّةً في وقتها، وأجد إقبالاً من الناس الذي يحضرون إليَّ ويشاهدونني وأنا أخبز، ويشترونها ويأكلونها وهي ساخنة، وتعلَّمت من والدتي صنع الخبز، وأجدته في الثمامة، ولم أتوقع أن الناس يتهافتون على شراء الخبز، وكانت تجربة ونجحت، والرزق على رب العالمين، وأردفت: لا أحب تقليد الآخرين؛ وإذا كان الناس تقبل على الأكلات الشعبيَّة فهم أيضًا يقبلون على الشاي والقهوة والنعناع والزنجبيل، مؤكِّدةً على أنَّ كل (إنسان يأخذ رزقه)، وبصراحة لو ما وجدت أحدًا يشتري فخسارتي هنا أقل، ولكن -ولله الحمد- نحن هنا نقوم بعمل الشاي، والقهوة الساخنة، والحلويات، ونبيعها في نفس الوقت، ويزداد الطلب أكثر في العشر الأواخر من رمضان.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store