Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالرحمن سعد العرابي

بوق فارسي

A A
في خطاب انفعالي بمناسبة «يوم القدس» جدَّف أمين عام حزب الله الإرهابي حسن نصر الله ضد كل شيء، حتى ليُخيَّل للمرء أن الدنيا كلها ضد نظام الملالي الإيراني الفارسي، ويوم القدس بروبجندا إيرانية «أوجده» الخميني في عام 1979م، تزعم كذباً وبهتاناً أنها لإحياء يوم القدس المحتل، وهم - أي الإيرانيون- لم يُطلقوا رصاصة واحدة أو يبدون محاولة واحدة لإنقاذ القدس من الاحتلال الإسرائيلي، لكنهم ولأنهم يدركون المكانة الأثيرة لثالث الحرمين في نفوس المسلمين، فأوجدوا هكذا تظاهرة ذراً للرماد وإبعاداً للشبهة.

حسن نصر الله ومن حَرَّ ما به من نتائج التحركات السعودية داخل المملكة وخارجها، يأبى إلا أن يحشرها في كل خطاباته، حتى تلك التي تكون على مأدبة إفطار أو غداء أو عشاء، ولأن وزن المملكة العربية السعودية الإقليمي والعالمي ثقيل جداً، فهي أفضل نموذج له لبث ادعاءاته وخيالاته وأوهامه عسى أن تصيب بعضاً منها ويتحقق له المراد في رؤية المملكة وهي تعاني من أحد تلك المزاعم التي يُلفِّقها بلا ضابط ولا حدود.

في خطابه الأخير ومن غير مناسبة وبلا سبب يقول: «إن السعودية أضعف وأجبن من أن تشن حرباً على إيران»، وفي هذه الكلمات المعدودة تأكيد ومؤشر واضحان على مدى الحنق والغيظ اللذان يتصارعان داخل حسن نصر الله، فالمملكة العربية السعودية لم تدعو في يومٍ من الأيام إلى حرب إيران، كما أنه لم يُعرف عنها إطلاقاً ومنذ قيام ثورة الهالك آية الله الخميني أن هددت إيران أو سعت إلى الإخلال بنظام الملالي، بل العكس هو الصحيح، فالتهديدات مصدرها إيران، فمنذ نجاح ثورته، والخميني وضع نصب عينه أرض الحرمين، لأنه يدرك مكانتها وقيمتها الإسلامية والعالمية، فكان لا ينفك في كل مناسبة عن تكرار طموحاته وآماله بتصدير الثورة إلى الدول الملكية، وفي مقدمتها المملكة.

وسار خلفاء الخميني على نفس وصيته، بل إن النظام الإيراني لم يُخفِ أبداً أهدافه في زعزعة أمن المملكة وزلزلة استقرارها، ولهذا فلم يتركوا فرصة إلا وحاولوا استثمارها، كما في مواسم الحج، أو في تطويق المملكة بدعم الجماعات الإرهابية في مملكة البحرين، وأخيرًا الحوثيين في اليمن، إضافةً إلى دعم ومساندة وتحفيز خونة الوطن من تابعيهم وأذناب مراجعهم في المنطقة الشرقية من المملكة.

لكن ولعلم حسن نصر الله، فربما نسي التاريخ أو أنه يتناساه، كانت الوقفة السعودية الحازمة قاصفة لكل ذلك، فدخول قوات درع الجزيرة بقيادة المملكة إلى البحرين أفقد الملالي صوابهم وقضى على مخططاتهم، وكذلك في اليمن كان للوجود السعودي دوره في قصف الطموح الفارسي، كما أن الأمن السعودي والقوة الداخلية المتماسكة فوتت الفرصة على الفرس في تحقيق مبتغاهم بتعكير أجواء الحج، وتم قطع اليد الإيرانية الممتدة بكل حزمٍ وقوة. ولعلم نصر الله إن كان ناسياً فالقوة السعودية يدركها عسكريو إيران وسادته من الملالي، ولهذا فهُم لا يُواجهونها مباشرة، بل من خلال أتباع وأذناب مثله ومثل حزبه وحزب الشيطان الآخر في اليمن وخونة الدين والوطن في البحرين والشرقية، فله ولكل الأتباع والأذناب للفرس؛ الحقائق والشواهد والدلائل والتاريخ يُوضِّحون بجلاء لو أن إيران ذاتها بكل صيحاتها وبروبجندتها حاولت الاقتراب من السعودية، فسترى جحيماً لم تعرفه من قبل، لأن هذه التربة المباركة أرض الحرمين التي تثير حقدكم وضغينتكم محمية بعد الله بسواعد شم ونفوس أبطال يرخص لهم الموت والشهادة في الدفاع عن التربة المقدسة، وحينها تعرف من هو الضعيف ومن هو الجبان؟!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store