Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالعزيز حسين الصويغ

ترفيه!!

A A
وقف رجل في ساعة الذروة في إحدى محطات المترو في العاصمة الأمريكية «واشنطن»، وبدأ يعزف الكمان، واستمر لحوالي 45 دقيقة يعزف مقاطع مختارة من أرقى مقطوعات موسيقى باخ.

مر عليه حوالى 1100 شخص معظمهم في طريقهم إلى العمل، ولم يلتفتوا كثيرًا إليه إلا قليلٌ منهم:

- تباطأ رجل في منتصف العمر في سيره، وتوقف لبِضع ثوانِ ليستمع لمقطوعة الموسيقى، ثم هرع للحاق بالوقت.

- مرّت امرأة ألقت له بدولار واستمرت في طريقها.

- استند شخص إلى الجدار للاستماع إليه لبِضع دقائق، ومشى بعيدًا للحاق بعمله.

- توقف طفل عمره 3 سَنَوات لإلقاء نظرة على عازف الكمان قبل أن تسحب والدته يده ليُكملا السير.. وكَرَّر هذا الأمر العديد من الأطفال الآخرين.

خلال 45 دقيقة لم يستمع إليه سوى 6 أشخاص، بينما قدَّم حوالى 20 شخصاً المال له، وكان حصيلة ما جمعه هو 32 دولارًا.

عندما أنهى العزف، لم يلاحظ ذلك أحد، ولم يُصفِّق أحد!

لا أحد لاحظ أن عازف الكمان هذا هو «جوشو بيل»، واحد من أكبر وأشهر الموسيقيين الموهوبين في العالم. وأنه يعزف علی كمان قيمته 3.5 مليون دولار. وقد عزف في محطة المترو ضمن تجربة نظَّمتها «واشنطن بوست» كدراسة اجتماعية حول الإدراك، وأولويات البشر... وقد خرجت الدراسة بنتيجة أساسها:

- إذا لم يكن لدينا لحظة للتوقف والاستماع إلى واحدٍ من أفضل الموسيقيين في العالم، فكم من الأشياء تفوتنا في الحياة؟.

- الحياة قصيرة.. والسعادة اختيار.

* بعد قراءتي لهذه القصة، تخيَّلتُ أن عازف الكمان يجلس في إحدى محطات قطار الرياض/ الدمام، وقد أرسلته هيئة الترفيه لاستقصاء رأي الناس في الحفلات التي تقيمها في الأعياد. آملاً في إدخال بعض السعادة على قلوبٍ مكتئبة

.

#نافذة

:

(أعطني الناي وغنِّ.. فالغنا سرّ الخلود

وأنين الناي يبقى.. بعد أن يفنى الوجود).

جبران خليل جبران

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store