Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سالم بن أحمد سحاب

كوريا الشمالية: لغز محير أم قوة ضاربة؟!

ملح وسكر

A A
تلفت نظري أحيانًا بعض الأخبار التي أحسبها هيّنة، ولها من الدلالات -ربما- الشيء الكثير، ومن هذه النماذج ما أعلنته الخارجية الأمريكية عن أوتو وورمبير الذي أُفرج عنه من سجون كوريا الشمالية، الشاب الأمريكي كان متهمًا من قِبَل السلطات الكورية الشمالية بمحاولة سرقة (بوستر) دعائي للنظام الفاشي هناك، مما تسبب في صدور حكم ضده بالسجن لمدة 15 عامًا، قضى منها قرابة عام ونصف قبل إطلاق سراحه.

بلغة اليوم، يُعد هذا العمل خروجًا هائلًا على المألوف، إذ يتمتع الأمريكي الخالص (عيون زرقاء وسحنة شقراء) بمزايا (دولية) لا تسمح للآخرين بالنيل منه، مهما كانت جريمته بسيطة أو عظيمة، وأما غيره من ذوي الأصول الأخرى، فلربما غُض الطرف عن حاله، إلاّ إذا نال رعاية خاصة من البيت الأبيض.

الطريف في قصة هذا الشاب الأمريكي أنه أطلق وهو في حالة اللاوعي، أي أنه في إغماءة طويلة لا يعي من الأمر شيئًا، مما يزيد الطين بلة، والجريمة ضعفًا، وللعلم فقد مات وورمبير بعد 3 أيام من وصوله لأرض بلاده.

طبعًا صعب أن يفهم أحد أسباب هذه الجرأة (الكورية الشمالية) على أقوى قوة عسكرية على وجه الأرض، إذ تؤكد الخارجية الأمريكية أن ثمة 3 مواطنين أمريكيين لا زالوا قابعين في السجون نفسها، كان اثنان منهما يعملان في جامعة بوينج يانج للعلوم والتقنية.

هل هو الدعم الصيني لكوريا الشمالية سياسيًا وعسكريًا؟ والصين اليوم قوة عسكرية ثالثة أو ثانية، بل الأولى على مستوى أعداد أفراد قوتها المسلحة بالنظر إلى عدد سكان الصين الذي يزيد على 4 أضعاف عدد سكان الولايات المتحدة.

أم أن السبب يعود إلى امتلاك كوريا الشمالية لصواريخ عابرة للقارات قادرة على حمل رؤوس نووية موجودة في ترسانتها العسكرية، وتخضع دائمًا للتطوير والزيادة؟!

الجعجعة الأمريكية جزء من سياستها الخارجية، لكنها لا تقامر بسهولة مهما بدا العدو صيدًا سهلًا، خاصة وأن دروس العراق وأفغانستان كثيرة لا تُحصى، كما أن أعداد قتلى المسلمين السنة كذلك لا تُعد ولا تُحصى.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة