Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

سوق الزل.. سجادة بـ60 ألف ريال وجرام العود بـ1000

No Image

تأسس قبل 100عام والتجول بين دكاكينه «تجارة وسياحة»

A A
من قلب العاصمة الرياض يعتبر سوق الزل في المنطقة القريبة من منطقة قصر الحكم، وهو أحد الأسواق القليلة في المملكة التي لا تزال تنبض بعبق الماضي، ولا يزال المكان الأنسب لعرض التراث والقطع الأثرية وشراء المستلزمات الرجالية، ولكل من يبحث عن العود ورائحته الطيبة، والحرير والصوف من خلال دكاكينه الصغيرة أو في أحد مزادات السوق الشهيرة.

«المدينة» تجوَّلت في أروقة السوق الذي يتجاوز عمره قرنًا من الزمن إذ نشأ عام 1319هـ ورصدت حركة الزبائن والسلع المعروضة وأسعارها ومدى التزامها بالجودة والمواصفات القياسية حيث يقوم الزوار والزبائن بالاطلاع على المنتجات المصممة بشكل تراثي كالسجاد والمشالح والأشمغة الرجالية والأحذية النجدية والعطورات الشرقية وأصناف العود المختلفة والسيوف والقطع التراثية الشعبية أو الأثرية المعروضة في المتاحف التجارية في السوق أو في مزاداته العلنية، مما يجعل من هذا السوق واجهة سياحية وتراثية بارزة ساهمت في جذب أنظار الأجانب وضيوفها من مختلف أنحاء العالم للاطلاع على تراث المملكة الوطني.

جودة ومتانة

وفي الجهة المخصصة لبيع الزل داخل السوق أكد البائع عيضة الهمداني أن سوق الزل لا يتميز بتنوع السجاد المصنع من الحرير أو من الصوف فقط، بل أيضًا يتميز بالجودة والتماسك في السعر على مدى عقود طويلة، حيث أشار إلى سجادة حرير معروضة داخل دكانه المطرزة يدويًا من إيران يقدر ثمنها 60 ألف ريال على رغم من أن عمر صناعتها يتجاوز الأربعين سنة، منوهًا أن السجاد الإيراني يعتبر من أجود الأنواع وأعلاها ثمنًا بالإضافة إلى السجاد التركي الكشميري والتركستاني الذي يحل بعد الإيراني من حيث الجودة وعلو السعر معتبرًا سوق الزل أحد أكبر الأسواق وأشهرها في بيع الزل والسجاد على مستوى الخليج.

حركة تجارية تاريخية

وعلى جنبات الأروقة الضيقة نوعًا ما داخل السوق تنتشر دكاكين بيع المشالح بشكل كبير، وتجد في بعضها عطورات شرقية متنوعة وأنواع مختلفة من العود، وتلقى هذه الدكاكين اهتمامًا واسعًا في أوقات مختلفة خاصة قبل الأعياد أو المناسبات الخاصة كالأفراح وغيرها باعتبار أن المشالح والعطورات أحد أهم مستلزمات الأناقة بالنسبة إلى الرجل.

وأوضح تاجر المشالح سعود الخميس أن السوق يحتوي على أنواع مختلفة من المشالح وتختلف قيمتها باختلاف جودتها إذ تعد المشالح يدوية الصنع من الأحساء أفخر الأنواع وأبرزها جودة وسعرًا، حيث تصل قيمته إلى أكثر من 3 آلاف ريال، وحول من بقي في السوق، أكد أن هنالك عددًا من مؤسسي سوق الزل لا يزالون يمارسون تجارتهم في السوق نفسه من ضمنهم رجل من عائلة المهران وكذلك المجاهد والهبدان وغيرهم، وهؤلاء موجودون منذ عقود طويلة في نفس السوق رغم كبر سنهم.

عود نادر يجذب الأجانب

وفيما يتعلق بالعود والعطورات بيّن تاجر العود حسن الزهراني أن السوق يشهد تنافسًا كبيرًا، مفيدًا بأن للعود أنواعًا مختلفة ومتنوعة منها الشائع ومنها عود نادر لا يعرف له اسم، وهو باهظ الثمن يصل سعره إلى ألف ريال للجرام الواحد فقط وهذه الأصناف تجذب الأثرياء خاصة الأجانب الصينيين.

أقوى مزاد للقطع الأثرية

وفي مقدمة سوق الزل يجد الزائر نفسه أمام عدد من الساحات الدائمة المخصصة للمزايدة على القطع التراثية الشعبية أو القطع الأثرية القديمة التي تتجاوز أعمارها مئات السنين وغيرها من القطع النادرة ليتم المزايدة عليها بشكل يومي، حيث يقف في منتصف كل ساحة شخص يكون إما وسيطًا أو مالكًا لقطع قديمة كالدلال ومذاخر البارود والمباخر والطاسات والبنادق والسيوف وغير ذلك، ويبدأ بالنداء من أجل المزايدة على القطع. وكانت «المدينة» شاهدة على بيع جواز سفر قديم يعود إلى سفير سعودي توفي قبل نحو 20 عامًا والمزايدة كانت على أشدها.

وفي أول جمعة من كل شهر يقام مزاد شهري يقصده أعداد كبيرة من هواة التراث وتجاره من مختلف مناطق المملكة وأيضًا من كافة دول الخليج للمزايدة على القطع المعروضة، كما يشهد المزاد حضور أجانب من حول العالم.

وأكد أحد خبراء القطع الأثرية ومحبي اقتنائها محمد المحمود أن سوق الزل يعتبر أفضل الأماكن التي يعرض فيها القطع الأثرية وذلك لكثرتها وأيضًا لتميز موقع السوق وعراقته، حيث يمثل السوق فرصة ذهبية لمحبي الآثار والقطع النادرة، مشددًا على أنه مهما تجاوزت المزايدات على القطع النادرة عشرات الآلاف من الريالات إلا أنها لا تقدَّر بثمن.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store