Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالرحمن سعد العرابي

أمل الحكمة في الدوحة..؟

A A
مقولة الأستاذ عادل الجبير وزير الخارجية فى المؤتمر الصحفي مع وزير الخارجية الفرنسي :»نأمل أن تسود الحكمة الأشقاء فى قطر لكي يستجيبوا لمطالبات المجتمع الدولي وليس فقط الدول الأربعة التى ترفض الإرهاب وتمويله واستضافة المتورطين فيه» مقولة تعبر عن كل المحبين لرؤية الأزمة الحالية وقد حُلَّت ،فليس من صالح أحد رؤية العالم العربي يتمزق أكثر أو مشاهدة دولة عربية تعاني وشعبها. لكن من يرفض بالفعل تحقيق هذه الآمال الدولة التى تتباكى على حالها نتيجة للمقاطعة وبدلاً من التعقل واللجوء للحكمة تتهرب إلى زوايا ومنعطفات تظن ،واهمة بالطبع، أنها تحقق مبتغاها بتفكيك مطالب الدول الأربعة وإجبارها على الرضوخ لمواقف الدوحة وذلك بتدويل الأزمة.

فهمُ الدوحة لما يدور حالياً من زيارات لوزراء خارجية دول عظمى بهدف التوسط فهمٌ خاطئ ،فمثل هذه الزيارات لن تأتي بالحل لأن الحل ومكانه معروف وهو عواصم الدول الأربعة لا غير.والزيارات هذه رغم ما يشوب ثناياها من تلميحات مبهمة وكأنها تميل لصالح الدوحة أبانت للعالم الأدوار السلبية التى تمارسها قطر ،وكان الأجدر بساسة قطر إنهاء الأزمة مع أشقائهم من الدول الأربعة حتى لا تصيبهم مثل هذه الانعكاسات.

يبدو أن ما يسيّر ويسيطر على الدوحة العقلية العربية التقليدية غير الواقعية والواهمة بقوتها المتجاوزة لقدراتها وإمكانياتها الفعلية والتى ترى أن بإمكانها تحقيق أهداف تفوق تلك القدرات والإمكانيات.وهكذا عقلية فوق أنها غير واقعية (براغماتيكية) فهى مدمرة للذات كما حدث مع صدام حسين فى غزوه لدولة الكويت وعدم إنصاته لأصوات الحكمة والتعقل التى كانت تتناثر من كل مكان حاثة إياه على القبول بالانسحاب من الكويت وهو ما سيحميه ونظامه والعراق بأكمله.غير أن الجهل المركّب والاقتناع بالقوة الوهمية وهيمنة العقلية العربية المتهورة دفعاه للرفض فكانت النتيجة تدمير العراق وتحويله الى ماهو عليه الآن من معاناة كدولة وشعب ودمار لكثير من مدنه وتبديد لإمكانياته وثرواته. ومن قبل ذلك عقلية» رمى إسرائيل فى البحر» والتى لم تجلب شيئاً يذكر للقضية الفلسطينية سوى زيادة تشتت وانقسامات والتحول من المطالبة بكامل الأرض الى التمنى بتزويد إسرائيل للفلسطينيين بالغاز والمياه والبترول.

مرة أخرى أمل الأستاذ الجبير إنما هو أمل كل عربي صادق فى أن تسود الحكمة ساسة وحكام قطر وأن يقروا بأن حل الأزمة مع أشقائهم الدول الأربعة ليس فى العناد وتصلب الرأي وترك العقلية العربية الواهمة بالقوة تسيطر على قراراتهم بل فى التواصل مباشرة معهم والجلوس على طاولة حوار لطمأنتهم بأن قطر ملتزمة بمبادئ وقرارات الجامعة العربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية وأنها جزء من أمة واحدة يسيئها ما يسيء أشقاءها وينفعها ما ينفع الجميع .

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store