Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. سهيلة زين العابدين حماد

النظام القطري.. واللعب مع الكبار! (1)

A A
الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، حاكم قطر السابق، والحاكم الفعلي له حتى الآن رغم تنازله ظاهريًا عن الحكم لابنه تميم عام 2013م، لديه نزعة قوية للسلطة، ودفعه هذا النزوع إلى الانقلاب على والده في 25 يونيو 1995م معلنًا نفسه أميرًا لبلده الصغير جدًا «قطر»، التي مساحتها (11437)كم²، أي أنّها أصغر من مدينة يُنبع السعودية التي تبلغ مساحتها (16866)كم² بـ(5429)كم²

، وعدد سكان قطر من القطريين حسب بعض الإحصائيات حوالي (300.000) نسمة، ومليون ونصف من الأجانب، وهذه المساحة، وهذا العدد من السكان لا يُشبع نزعة الشيخ حمد السلطوية، فطموحه أكبر من هذا بكثير، فهو يطمح لأن يكون خليفة للمسلمين في دولة الخلافة الإسلامية، وغذّى هذا الطموح ونمّاه الإخوان المسلمون الذين قام تنظيمهم على تحقيق هذا الهدف، واستثمره شمعون بيريز رئيس وزراء إسرائيل الأسبق عند زيارته لقطر عام 96 من القرن الماضي، أي بعد انقلاب الشيخ حمد على أبيه بسنة؛ حيث تمّ افتتاح المكتب التجاري الإسرائيلي في الدوحة، وتوقيع اتفاقيات بيع الغاز القطري لإسرائيل، ثم إنشاء بورصة الغاز القطرية في تل أبيب.

هذا وقد رسم بيريز للشيخ حمد سياسة التخريب والدمار للمنطقة بترتيب مع أجهزة مخابراته ومخابرات أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا لتنفيذ مخططهم في المنطقة، بدعوى تمكينه من السيطرة عليها عن طريق تمكين الإخوان المسلمين من الوصول للحكم، الذين أوجدت تنظيمهم المخابرات البريطانية عام 1928م، بهدف تقسيم المجتمعات العربية والإسلامية إلى كفار ومسلمين، وإشاعة الفتن الطائفية بينهم؛ إذ قام هذا التنظيم على تكفير الشعوب والحكومات، فالإخوانيون فقط هم المسلمون، ومن عداهم كفار يعيشون في جاهلية يجب قتالهم لإقامة دولة الخلافة الإسلامية، ونلمس هذا بوضوح في كتب سيد قطب؛ لذا احتضن النظام القطري قادة الإخوان المطلوبين في بلادهم في قضايا إرهابية، ومفتيهم الشيخ القرضاوي، ووفّر لهم الملاذ الآمن، ومنحهم الجنسية القطرية، وأغدق عليهم الأموال، فمن بعد هذه الزيارة انحرف المسار القطري إلى ما هو عليه الآن، ولن يستطيع التراجع، لأنّه مُسيّر وفق دول كبرى استغلت نزعة حُكَّامه السلطوية، ووفرة المال لتنفيذ مخططاتهم بالمنطقة، فدفعتهم لإنفاق هذا المال على التنظيمات الإرهابية وعملياتها المخطط لها من قِبَل تلك القوى التي أشعلت المنطقة العربية وحوّلتها إلى بركان ثائر يُهجِّر ويُشيع فوضى عارمة، سُمِّيت بـ»الفوضى الخلّاقة»، من خلال ما أُطلق عليه مُسمَّى ثورات الربيع العربي، ليتصدر الحكم فيها الإخوان كمرحلة انتقالية، وأسهمت قطر من خلال دعمها المالي اللامحدود، ومن خلال قناتها «الجزيرة» -التي رسم سياستها المخابرات الإسرائيلية والبريطانية- من تمكينهم من الوصول إلى الحكم في تونس ومصر، وقدّمت معونات مالية سخية قُدِّرت بمليارات الدولارات لهم التي استعادتها من مصر عند سقوط حكم الإخوان، بالإضافة إلى دعم قطر للإخوان من خلال تنظيماتهم المسلحة التي تقاتل في سوريا، بُغية إيصالهم إلى الحكم، وكذلك دعمها لذات القوى في ليبيا من أجل الهدف ذاته، وما تنظيم داعش إلّا جزء من تنظيمات الإخوان السرية المسلحة الذي أوجدته القوى الكبرى في المنطقة لتنفيذ مخططها، مستغلة هدف الإخوان في إقامة «دولة الخلافة»، والتي يحلم بها الشيخ حمد ليحكم العالم الإسلامي من خلال الإخوان، باعتباره الداعم والمُمّوِّل لهم.

وقد سعى النظام القطري والقوى الكبرى التي خلفه تصدير ما سُمِّي بالربيع العربي إلى الجارة الكبرى المملكة العربية السعودية بُغية إسقاطها، وقد كشف الشيخ حمد عن هذا المخطط في الفيديو المسرّب، وهو يتحدّث إلى العقيد القذّافي، ولكنّ الله حمى بلاد الحرميْن وخدّامهما ممّا يُخططون ويهدفون بفضل منه، ثُمّ بالتفاف الشعب حول قيادته.

وهنا تبدأ المرحلة الثانية من المخطط، فخيوط اللعبة لم تكتمل بعد.. للحديث صلة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store