Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

معاملة بين ساعات انتظار وملف أخضر علاقي!

وضع ملفه فوق مكتب الموظف المسؤول عن المعاملات، أوراق الملف تتدلى من بين دفتيه، وقد أنهكتها المماطلة والبطء في إنجاز المعاملات، صاحب الملف يجلس على المقعد المقابل للموظف، يسأله الموظف وعينه على المل

A A

وضع ملفه فوق مكتب الموظف المسؤول عن المعاملات، أوراق الملف تتدلى من بين دفتيه، وقد أنهكتها المماطلة والبطء في إنجاز المعاملات، صاحب الملف يجلس على المقعد المقابل للموظف، يسأله الموظف وعينه على الملف: ماذا لديك، هات بياناتك، وقدِّم طلبك، يجيب المراجع: معلوماتي عندك وتستطيع أن تفتح جهاز الحاسوب الذي تدخل فيه بيانات المراجعين لتعلم ماذا لدي! أو انبش هذا الملف إن كان وقتك يسمح بذلك، فستجد في داخله أوراقا لو كانت تنطق! لقصت على مسامعك حكايات على قدر عدد سطورها، فأنا وأوراقي قمنا بالدور الذي كان من المفترض أن تقوم به جهتك الحكومية، ولفينا السبع لفات، وانتهى بنا الأمر إلى أن نكون سويًا أمامك لأزودك للمرة الألف بمعلومات عني (وكأنك يا أبو زيد ما غزيت)!.سمعنا أن التواصل الإلكتروني فيما بين الدوائر والوزارات قد عمم منذ عام واستبشرنا بهذا الخبر خيرًا خاصة المراجعين الذين تتطلب معاملاتهم إنجازها من جهات عدة، ففي تطبيق هذا النظام اختصار لمسافات ومسافات من الزمن، وتخفيف من عناء رحلة اللف والدوران التي أعيتهم، ولكن هذه الفرحة لم تدم طويلاً فهناك من يقف حائلاً في وجه هذا التقدم ويحاربه بالبيروقراطية المملة في إنجاز قضايا الناس وحوائجهم، ويأبى إلا الإصرار على خنقها داخل الملفات والأضابير والأوراق المتكدسة التي تئن تحت وطأتها مكاتبهم.و(بعدين)!.. دوامة لن تنتهي طالما أن هناك في هذه الدائرة أو تلك الوزارة مسؤولين يكتفون بإلقاء نظرة من طرف أعينهم على أوراق المعاملات التي حشرت في الأضابير! والوضع لن يستقيم إذا لم يتواضع ذاك المسؤول وينزل عن كرسيه إلى أرض الواقع ويقف ولو مرة واحدة في طوابيرهم، لينتظر ساعات وساعات من أجل طباعة صك صيغته في الأساس جاهزة ومدرجة في الأجهزة، وليقف أمام تلك الدوامات ليعيش حالة من الترقب والحاجة محاصرًا بين ساعات انتظار وملف أخضر علاقي.مرصد ..بين السطور كلام، ولكن يبقى الكلام غير والورق غير والواقع غير وغير.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store