Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالرحمن سعد العرابي

اعتراف إيراني

A A
يسعى الإيرانيون إلى التغطية على أنشطتهم الإرهابية الموجهة ضد دول الجوار وخاصة العربية وفي نشاط وحركة دبلوماسية محمومة يقودها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في عواصم عالمية كبرى عسى أن يقنع ساسة تلك العواصم «ببراءة» نظام الملالي من أي انتهاكات أو تدخلات غير مقبولة دولياً.

وبما أن الحق - كما يقال - أبلج فإن هذه التحركات كثيراً ما تكون لها انعكاسات سلبية وبغير ما يريده ساسة طهران، من ذلك ما حدث قبيل أيام أمام مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية في واشنطن حينما أراد محمد جواد ظريف أن يبرئ إيران من أفعالها المشينة سعياً منه لإقناع الأمريكيين بتمرير الاتفاق النووي الموقَّع معهم أيام رئاسة باراك أوباما ، ومنعاً لعقوبات جديدة.

في اللقاء قال ظريف نصاً: «إن بلاده لا تأمل في أن يؤدي الصراع في اليمن إلى مواجهة مباشرة بين إيران والسعودية» . وفي جزء آخر من حديثه أمام اللجنة قال: «إن حضور إيران العسكري في بعض دول المنطقة يقتصر على إيفاد المستشارين العسكريين ولا نبحث عن التواجد العسكري في أي من دول المنطقة، ومن هذا المنطلق فإن حضورنا يأتي في إطار القوانين الدولية وعلى أساس طلب حكومات تلك الدول» .

هذه الأقوال بها من الشواهد والدلائل على تواجد إيران في أكثر من بلد عربي ، وهي اعتراف صريح من مسؤول إيراني كبير بحجم وزير الخارجية، فعلى مدى الصراع القائم في اليمن بين قوات الحكومة الشرعية والانقلابيين الحوثيين وعلي صالح أنكر الإيرانيون أي تواجد لهم أو أي مساندة لأي طرف ، والعالم كله وحقائق الأرض يؤكدان على تواجد إيراني كبير من دعم مالي وأسلحة ومستشارين وغيرها.

واليوم وفي زلَّة لسان ربما أو في خطوة لم يكن يحسب لها كثيراً يؤكد محمد جواد ظريف الوجود الإيراني في اليمن وإلا لماذا يشير إلى أمله في عدم تطور الصراع في اليمن إلى مواجهة مباشرة بين نظام طهران والمملكة العربية السعودية؟.

كذلك فإن إشارة ظريف إلى أن إرسال إيران للمستشارين العسكريين وغيره من الدعم إلى دول المنطقة إنما يتم بناء على طلب حكومات تلك الدول ، فإن قبلنا بهذا في سوريا والعراق فكيف يمكن أن نفسر ذلك على التواجد والدعم الإيراني في اليمن؟ ، فمن المعروف أن الحكومة الشرعية في اليمن هي حكومة الرئيس هادي والتي تدعمها قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وأن الحوثيين وعلي عبدالله صالح وقواته إنما هم انقلابيون انقلبوا على الحكومة الشرعية واستولوا على مقدرات اليمن وهو ما رفضه العالم كله بما فيه هيئة الأمم المتحدة.

لكن - وكما كررنا أكثر من مرة- فإن ألاعيب نظام الملالي تستمر ظناً منهم بأنها تنطلي على الآخرين وأن ذكاء الساسة الإيرانيين يفوق أقرانهم وهو بكل أسى ما أكسبهم بعضاً من المصداقية والإعجاب عند من لا يقرأون جيداً ولا يدركون مغازى وأهداف التحركات الإيرانية.

زلة أو تذاكي ظريف لم يأتِ بجديد سوى أنه اعتراف مباشر من مسؤول إيراني كبير بتواجد إيران في اليمن وإلا فالعالم كله يدرك ذلك ،ولعل بيان وزارة الخارجية الأمريكية الأخير إشارة واضحة إلى ذلك التواجد، ففي إحدى فقرات البيان نصٌّ صريحٌ بأن طهران: «تواصل تزويد المتمردين الحوثيين في اليمن بأسلحة متطورة تهدد حرية الملاحة في البحر الأحمر» .

وبعد كل هذه الشواهد والاعترافات والدلائل فإن من ينكر دعم إيران للانقلابيين في اليمن ليس سوى مكابرٍ أو جاهلٍ لا يدري ما يحدث.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store