Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

من الشرق إلى الغرب العالم يتصدى لفتنة «تسييس الحج»

No Image

A A
لم تقف الانتفاضة ضد مساعي إثارة فتنة تسييس الحج، التي انطلقت منذ ثمانينيات القرن الماضي، عند الحدود العربية فقط، وإنما امتدت إلى آفاق أوسع انتفض فيها العالم من الشرق إلى الغرب؛ من أجل التصدي لهذه الفتنة، وإدانة جميع المحاولات في هذا الاتجاه.

واتفق الجميع على أن محاولات تسييس الحج، لا محل لها، ولا تستحق الاهتمام؛ في ظل ما تنفقه المملكة، بسخاء على خدمات الحجيج، لا سيما في مشروعات إدارة الحشود، التي حازت تقدير وثناء المؤسسات الدولية قاطبة، وبلغ إجمالي ما تم إنفاقه على المشروعات التطويرية بمكة المكرمة، والمدينة المنورة، والمشاعر المقدسة، نحو 200 مليار ريال.

وفيما تتعثر في بعض الأحيان دول كاملة، في إدارة مباراة لكرة القدم، تدير المملكة حركة نحو مليوني حاج، داخل مساحة لا تتجاوز كيلومترات محدودة، بكفاءة منقطعة النظير.

ويؤكد التاريخ أنه رغم تباين الأهداف، والرؤى، والمصالح بين دول العالم، فيما يتعلق بالقضايا المطروحة على الساحات الإقليمية، والدولية، فإن الاتفاق كان واضحا، بين الجميع، على رفض المسلك القطري، الإيراني الليبي في شأن تسييس فريضة الحج، وإخراجها مما شرعت له، ولعل من أبرز ما تسجله صحف التاريخ عن الموقف الإسلامي، والعالمي في مواجهة هذه الفتنة ما يلي:

رفض عربي للزج بالحج لخدمة أغراض سياسية

واجهت غالبية الدول بشكل رسمي، محاولات قطر لتسييس الحج، وهو ما بدا واضحا في الرفض الرسمي من مجلس الوزراء البحريني، برئاسة الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، لأي دعوة موجهة لتسييس الحج والزج بهذه الشعيرة الدينية العظيمة لخدمة أغراض سياسية، مشيدًا بالتسهيلات المتواصلة التي تقدمها المملكة.

وأعلنت الحكومة السودانية رفضها المحاولات الهادفة إلى تسييس فريضة الحج، وقالت إنها تتابع بقلق بالغ محاولات تسييس فريض الحج وفرض بعض الشروط التي تنعكس سلبًا على راحة الحجاج والمعتمرين وتعريض أمنهم وسلامتهم للمخاطر.

الموقف ذاته تبنته الدولة المصرية، فقالت هيئة كبار العلماء بالأزهر إنها ترفض أي محاولات لتسييس الحج، محذرة من استخدام هذه الشعيرة في إثارة النعرة الطائفية، مشيرة إلى أنه يمثل بابا جديدا من أبواب الفتنة.

وشدد مفتي جمهورية مصر العربية، الدكتور شوقي علام، على رفضه الشديد لدعوات تسييس الحج، مؤكدا أن استغلال الموسم لتحقيق أهداف سياسية أو نقله من ساحة العبادة الخالصة لله تعالى، إلى إثارة النعرات الطائفية، وتحقيق مآرب لا علاقة لها بالعبادة، لا تجوز شرعًا.

رئيس مجلس علماء باكستان: موقف قطر من الحج «عدواني»

كان الشيخ طاهر محمود الأشرفي، رئيس جمعية مجلس علماء باكستان، من أوائل المنتفضين، ضد محاولات تسييس الحج، فوصف موقف قطر تجاه الحرمين الشريفين، وفريضة الحج بأنه عدواني يستحق الرد؛ لأنه صورة مكررة لموقف الملالي تجاه الفريضة ذاتها.

وطالب الدوحة بإزالة العوائق التي وضعتها داخليا، في طريق حجاجها المتجهين إلى الحرمين الشريفين كخطوة تهدف إلى تسييس الفريضة على الطريقة الإيرانية.

رئيس مساجد باكستان: دعوات ملالي إيران تنطلق بحناجر قطرية

وصف رئيس جمعية وفاق مساجد باكستان، الشيخ إشفاق بتافي، موقف قطر، وسعيها الدؤوب لاستفزاز العالم الإسلامي، وتسييس فريضة الحج، بالقول: «هي دعوات من الملالي، لكنها تنطلق بحناجر قطرية، هذه المرة».

وأضاف: «موقف الدوحة لا يختلف عن الموقف الإيراني، إذ إنه تابع له فكأننا نستمع إلى دعوات خامنئي لتسييس الحج، لكن بصوت مختلف هذه المرة».

مجلس حكماء المسلمين يرفض محاولات قطر لتسييس الحج

أعلن مجلس حكماء المسلمين، رفضه التام، لأي محاولة لتسييس الحج، وذلك في رد فعل على شكوى قطرية، مقدمة ضد المملكة تتعلق بموسم الحج، وهو الموقف ذاته الذي اتخذه مجلس التعاون الخليجي بأكمله.

وقال الأمين العام لمجلس التعاون ، عبداللطيف الزياني، إن دول المجلس تستنكر الموقف القطري الرامي إلى تسييس فريضة الحج، من خلال وضع العراقيل أمام وصول الحجاج القطريين رغم تسهيلات المملكة.

الاتحاد العالمي لجماعات أهل السنة يستنكر مساعي التسييس

أعرب الاتحاد العالمي لجماعات أهل السنة في دول جنوب آسيا، عن شجبه واستنكاره الشديد للمحاولات البائسة لتسييس فريضة الحج، من قطر، ومحاولة استغلال ذلك للإساءة إلى الحجاج والمسلمين والمملكة.

الموقف ذاته اتخذه مجلس العلاقات الخليجية الدولية «كوغر»، الذي شدد على أهمية الدور الإسلامي الكبير للمملكة في الدفاع عن القضايا الإسلامية.

فقهاء وخبراء: جهود المملكة لخدمة الحجاج تدحض فتنة التسييس

لم يقتصر الأمر على هذا الحد، وإنما امتد إلى حالة استهجان واسعة، بين الفقهاء، بل والخبراء السياسيين أيضا، مستنكرين النهج القطري، والإيراني، في التعامل مع شعيرة الحج، واتفق الجميع على أن جهود المملكة لخدمة الحجاج تدحض فتنة التسييس.

«زهران»: الانتقاص من خدمات المملكة مصيرة «مهملات التاريخ»

قال السفير منير زهران رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن محاولات قطر وحليفتها إيران لتسييس فريضة الحج، لا يردعه إلا شكوى البلدين أمام مجلس التعاون الإسلامي، لإضفاء الصفة القانونية على قرارات الجماعة الإسلامية، ضد هاتين الدولتين المارقتين.

وأوضح زهران لـ»المدينة»، أنه إذا تم رفع الدعوي ضد قطر، بتهمة محاولات تسييس الحج واستغلال الفروض والشريعة الإسلامية لمصالح سياسية؛ فيمكن لمنظمة مجلس التعاون الإسلامي أن تفرض عقوباتها على قطر والحكم وقتها ستؤيده 58 دولة إسلامية وليس دولة بمفردها.

وأشار إلى أن محاولات قطر لتسييس الحج أمر مناف للشريعة الإسلامية، لافتًا إلى أنه لم يعد من الممكن الصمت تجاه ما تفعله قطر، سعيًا وراء بذر الفتنة، والشقاق في صفوف الأمة.

«محي الدين»: الدوحة بوق إيراني لضرب الفريضة

قال الدكتور عبدالله محي الدين، وكيل أصول الدين بجامعة الأزهر: إن الحج فريضة دينية، وكفى، ولا يوجد رابط بينها وأي شأن سياسي، موضحًا أن محاولات قطر لاستغلال الفريضة لمكاسب سياسية، هو إثم ديني بلا جدال.

وأضاف لـ»المدينة»: إن النظام القطري، سلم حجاجه إلى طهران، للتلاعب بهم، وتاجر النظامان برغبات المواطنين، وقلوبهم التي تهفو إلى زيارة بيت الله الحرام؛ من أجل أداء الشعيرة الأعظم في الإسلام.

وأشار إلى أن محاولات تسييس الحج أمر غير مقبول عند الله، وعند المسلمين خاصة أن المملكة تبذل كل غال ونفيس لخدمتهم، وليس من اللائق أو الجائز السعي لوضع العراقيل أمامها لكي لا ينجح موسم الحج.

انتقد اللواء أحمد شعراوي، عضو لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب المصري، المزاعم القطرية حول التسهيلات التي تقدمها المملكة للحجاج القطريين على أنها أمور سياسية، مشيرًا إلى أن ادعاءات الدوحة لا أساس لها من الصحة، حيث إن التسهيلات مقدمة للمواطنين بغض النظر عن أي اعتبارات. وقال إن قطر تستهدف الفريضة كورقة ضغط لتخفيف العقوبات والمطالب العربية الداعية إلى وقف النظام القطري دعم الإرهاب، مشيرًا إلى أن الدوحة تستخدم نفس النهج الإيراني بالمراوغة والتلاعب بالألفاظ، وهو ما يكشف سياسات التخبط باختلاق الأزمات .

«الفقي» يطالب بالتوقف عن الارتماء في أحضان إيران

أكد د. فخري الفقي المستشار السابق بصندوق النقد الدولي أن الضربات الموجعة التي توجهها المنظمات الدولية للنظام القطري دليل واضح على الحالة المتخبطة، مشيرًا إلى أن النظام القطري يرى أن محاولة تسييس الحج طوق نجاة له لغض الطرف عن دعم التنظيمات الإرهابية في المنطقة، مشيرًا إلى أن هناك توافقًا قطريًا إيرانيًا حوثيًا على «تسييس الحج».

وأضاف»الفقي» أنه يجب على نظام الدوحة التوقف فورًا عن الارتماء في أحضان إيران ودعم التنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة وعدم التدخل في الشأن الداخلي للدول العربية وعدم المكابرة والاعتراف بأخطائها في حق الأشقاء العرب، مضيفًا: إن المملكة لن تسمح بحال من الأحوال استغلال الفريضة في الأمور السياسية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store