Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

نداء خادم الحرمين للتسامي على الجراح

منذ سبع سنوات والعراق الشقيق من معضلة إلى معضلة، وأكباد العرب المحبين للعراق تتقطع ألماً مما آل إليه موطن مجد الثقافة العربية ومصدر كثير من مصادر تاريخها، ولكن معضلة تأليف الحكومة العراقية من أعقد

A A

منذ سبع سنوات والعراق الشقيق من معضلة إلى معضلة، وأكباد العرب المحبين للعراق تتقطع ألماً مما آل إليه موطن مجد الثقافة العربية ومصدر كثير من مصادر تاريخها، ولكن معضلة تأليف الحكومة العراقية من أعقد المشكلات فقد مكثت ستة شهور وهي كلما برقت بارقة أمل لم تلبث أن تخبو حتى صارت البلاد على كف عفريت.هذا الواقع المؤلم والذي لا يعلم إلا الله ماذا سينتج عنه إذا استمر هو ما دعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى توجيه ندائه إلى إخوة الدم في العراق من جميع الأحزاب والفعاليات السياسية للاجتماع في الرياض بعد الحج للتدارس والتشاور علّهم يصلون إلى كلمة سواء تضع حداً لمشكلة طالت، وكلما امتد بها الزمن صار الضحية هو العراق، وإذا ما قرر السياسيون العراقيون الاجتماع والاستجابة لهذه الدعوة المخلصة فإن توفيق الله سيكون حليفهم إذا ما سعوا بكل ما أوتوا من جهد لتوحيد الصف والتسامي على الجراح وإبعاد شبح الخلافات وإطفاء نار الطائفية البغيضة، كما جاء في نداء خادم الحرمين.المملكة لها تجربة سابقة في جمع الإخوة المختلفين على أرضها ولم يخرجوا إلا وهم متفقون بدءاً من اجتماع الطائف بين اليمنيين، واجتماع الطائف بين اللبنانيين، الذي أنهى حرب 15 سنة، واجتماع الأفغان في مكة، واجتماع الفلسطينيين في مكة، كل هذه اللقاءات خرجت باتفاقات وإن كان بعض فرقائها لم يفوا بما اتفقوا عليه.إن ما أشار إليه خادم الحرمين من التحلي بالصبر والحكمة سيكون سداً منيعاً في إطفاء نار الفتنة، وسيعيد الأمن والسلام إلى بلاد الرافدين، وسينهي هذه المشكلة إذا ما تعالى صوت العقل ومصلحة العراق على كل مصلحة فردية أو طائفية.لقد واجه العراق على تاريخه الطويل مشكلات واحتلالات وخرج منها ومن كل أزمة نتجت عنها، ولهذا فإن هذه الدعوة للقاء والحوار ستنهي المشكلة إذا ما صفت النفوس وهدفت لإنهاء هذه المعضلة التي تؤرق كل من يجري فيه عرق دم عربي.لقد أحسن خادم الحرمين عندما استثار في نفوس الساسة العراقيين نداء التاريخ لهم بقوله: «إن الدور الملقى على عاتقكم سيكتبه التاريخ، وستحفظه الأجيال القادمة في ذاكرتها، فلا تجعلوا من تلك الذاكرة الفتية حسرات وآلاما وشقاءً، فهل يمد العراقيون أيديهم لأيدٍ تمتد لهم بالخير والسلام والأمن؟ نرجو ذلك. وعسى أن يتغلب العقل والحكمة على المصالح الطائفية الضيقة التي ابتليت بها العراق.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store