Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. عادل خميس الزهراني

الأمل أخضر.. والقلب أخضر!

A A
فعلها الأخضر يا جماعة.. فعلها من جديد..!!

وهل غير الأخضر يفعلها.. هل غير الأخضر من يحيل الدنيا إلى بستان من الفرح والبهجة..!! حين غاب هذا الأخضر كان النقص يسكن كل شيء.. كانت الأسئلة تتشجح بحياء الغربة الداكنة، لأن الأخضر لا يغيب.. هو لم يعوّدنا على الغياب، هذا الأخضر البراق الذي يجمعنا ويوحدنا..

هذا الأخضر الذي لا يعرف الوقوف.. لا يعرف اليأس والتسليم.. هذا الأخضر الذي لا يعرف إلا العبور نحو الهدف مهما كانت الصعوبات، ومهما كانت العوائق.. هذا الأخضر هو بساطنا السحري الذي يحملنا إلى كل مكان، بساطٌ أخضر كما تكون الأحلام.. كما تكون الحياة.. وكما يكون الوطن.

نعم غاب وهج الأخضر في سنوات مضت، وعانى كي يعيد وهجه وهيبته، لكنه منذ بدأت هذه التصفيات عاد أخضرَنا الذي نعرفه.. بأبطاله ورجاله، عبر الباب الأصعب، والمجموعة الأصعب، والتحدي الأصعب. سأكون صادقاً معكم، فقد كانت خيبة الأمل بعد مواجهة منتخب الإمارات كبيرة، ليس لشيء غير أني رأيت الفرصة قد اقتربت كثيرًا. فقد كان ما حققه رجال الأخضر جميلاً جدًا في ما سبق من مواجهات.. لكني كنت أشعر بغصة حين أتذكر مواجهتيْ أستراليا والإمارات في جدة، حين أتذكر مواجهاتنا مع العراق وتايلاند.. وحين أتذكر مواجهة أستراليا التي خسرناها في شهر رمضان..

هذا الأخضر هو حكايتي الجميلة، هو تفاصيل الأحلام منذ الطفولة، هو نموذج الأمل الذي يسبقني وأطارده منذ عرفتُ نفسي.. خسر التأهل إلى مونديال 82، فعاد ليحقق بطولتيْ آسيا 84 و88. لم يتأهل لكأس العالم 90.. وفقد كأسه المحببة ذات صباح بعد عامين.. لكنه عاد ليتأهل إلى كأس العالم 94 ويستعيد كأسه المسروقة بعد عامين ويتأهل بعدها إلى كأسيْ عالم متتاليتين.

ورغم فخري الدائم بأخضري الجميل، وبما قدمه هذا الأخضر خلال هذه التصفيات فقد شعرتُ بعد هزيمة الإمارات أن الفرصة قد أفلتت، نعم.. أعترف لكم أني فقدتُ الأمل..!!

ارتفعت أصوات النشاز بعد هزيمة الأخضر الأخيرة: تلك الأصوات القبيحة التي لا ترى في الهزيمة غير الألوان، قالوا إنه منتخب النادي الفلاني، وإن اللاعب الفلاني لا يستحق لكنها الواسطة.. تجرأ بعضهم ليقول إن اللاعبين لا يستحقون تمثيل هذا الوطن، وأنهم.. وأنهم... وكأن تمثيل الوطن مكرمة يوزعها على من يشاء، ويحجبها عمن يشاء.

لكنه الأخضر، سيّدٌ في إعطاء الدروس..

عاد ليعطي كل المشككين، والهازئين، والمخوّنين... درسًا في الوطنية، درسًا في معنى أن نكون واحدًا، بقلب واحد، بلون واحد، بهدف واحد.!! وعاد ليعطيني أنا درسًا جديدًا أيضًا. عاد معاتبًا.. وله أن يعتب..!! وقرصَ أذني.. وله أن يفعل..!! حدق فيّ وقال: إنه الأخضر يا صاحب القلب الأخضر.. فكيف تفقد الأمل..!؟ والأمل دائمًا أخضر..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store