Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سالم بن أحمد سحاب

الكورنيش الشمالي: ماذا بعد الافتتاح؟!

ملح وسكر

A A
قرأت قبل 3 أشهر تحقيقًا عن اكتمال 80% من مشروع تطوير الكورنيش الشمالي في مدينة جدة، وعلمت أن المشروع مكون من 6 مراحل، انتهت ثلاث منها وبقيت ثلاث. وقيل إن المشروع يُنفذ وفق أعلى المعايير العالمية، وأن مساحته الإجمالية 700 ألف متر مربع، وتغطي مساحاته الخضراء أكثر من ثلث المساحة الإجمالية. ويتضمن المشروع 12 نافورة، منها 4 تفاعلية، ومواقف تستوعب 1600 سيارة، ومئة دورة مياه إضافة إلى 96 كاميرا للمراقبة.. أما التكلفة فبلغت 800 مليون ريال.

لست في صدد الحديث عن السلبيات المتوقعة خاصة من مستخدمي هذه المرافق، فهو حديث يجلب الكآبة ويثير الاشمئزاز.. وكفى بواقع المساحات الخضراء، التي أنشأتها الأمانة غرب المدخل الرئيس لجامعة الملك عبدالعزيز، دليلًا على مدى سوء الاستخدام وجهالة بعض المستخدمين وأنانيتهم وسفههم.

لا يكفي أن نفرح بالقادم، بل الواجب أن نهتم بكيفية المحافظة على هذا القادم.. هذا المشروع الرائع كالعروس تُزف إلى عريس طال انتظاره وزاد شغفه.. وإن لم يكن على قدر المسؤولية فسيفرط حتمًا في العروس لتذهب أحلامه هدرًا وتنقلب أفراحه ترحًا.

نحن اليوم إزاء واقع جديد يفرض علينا الادخار والترشيد.. ومن أفضل عناصر الترشيد الحفاظ على الموجود في حالة سليمة جيدة، بل وممتازة إن أردنا تعميم الفائدة على الجميع باعتباره حقا مشاعا للجميع، وليس لمجرد فئة تعبث وتدمر وتشوه على حساب منافع ومصالح الآخرين.

الذين يمارسون العبث قلة يغلب عليها السفه أو الجهل، لكن آثارها تمتد إلى مصالح الآخرين، ذلك أن لكل فرد في جدة، بل في الوطن كله حق الاستمتاع بمرافق حديثة في حالة ممتازة ذات وظائف متعددة غير معطلة ولا مهدرة.

وليست التوعية وحدها حلًا لهذه المعضلة، التي طال الحديث عنها، ولا حلول. التوعية مكانها البيت والمدرسة.. أما حيث الممارسة، فلابد من الانتقال إلى مراحل أهم وأعظم لنحافظ حقًا على كل مرفق ومعلم.

السؤال: من يعلق الجرس؟ لقد سبقنا «ساهر» حين اضطررنا إلى ذلك بعد ملحمة التوعية الطويلة، التي ثبت فشلها، فهل من سبيل إلى مثيل!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store