Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سالم بن أحمد سحاب

ما وراء لاس فيجاس!!

ملح وسكر

A A
ما الذي حدث في لاس فيجاس؟ هل هذه المجزرة المفزعة جزء من التركيبة البشرية المعاصرة في الولايات المتحدة؟ بمعنى هل باتت هذه الأفعال «الإرهابية» المتعاظمة متوقعة باستمرار (رغم تباعدها أحيانًا) وجزءًا من الحياة اليومية الأمريكية؟ هل صحيح أن ثقافة العنف التي تفيض بها الشاشات الفضية والسينمائية هي أساس أصيل في شيوع ثقافة العنف، خاصة أن الأمريكي بطبعه وتربيته يتأثر بما يشاهد تأثرًا كبيرًا حد الإيمان الكبير به إلاّ قليل ممن يُحسن التفكير والتدبر ويمارس شيئًا من استقلالية الفكر والسلوك.

في الولايات المتحدة، يُقتل يوميًا 44 شخصًا في المعدل أو أكثر من 16 ألف شخص خلال العام. ولكن الأرقام المتفرقة لا تثير حساسية شعبية كما الأرقام مجتمعة. طبعًا تنتقل هذه الأرقام من خانة الشعبية المحلية إلى الشعبية العالمية عندما يتعلق المشهد بالولايات المتحدة، وإلاّ فإنه في ذات اليوم قُتل في سوريا وحدها أكثر من 60 شخصًا، وهو مشهد يتكرر يوميًا منذ 4 سنوات على الأقل. وفي الحالة الأمريكية يكون الفاعل فردًا «مهووسًا» إذا كان أشقر مسيحيًا، أو «إرهابيًا» متطرفًا إذا كان مسلمًا. أما في سوريا فقتل تمارسه دول ذات شأن ووزن وعلى مرأى من العالم كله، بل ربما بمباركة من الولايات المتحدة وتنسيق معها.

الاستفسار الأول: كم من أمثال هذا القاتل يعيش في طول تلك الدولة القارة وعرضها ينتظر اللحظة المواتية والفرصة السانحة ليرتكب جريمة مشابهة في جمع مشابه؟.

الاستفسار الثاني: هل سيتطور نوع السلاح المستخدم ليكون أكثر فتكًا وبشاعة ليرتفع عدد الضحايا أضعافًا مضاعفة؟.

الاستفسار الثالث: هل من السهل تفسير حدوث هذه الأفعال البشعة في بلاد «الأحلام» الممتعة والفرص الواعدة؟.

أخيرًا هل لهذه الحوادث علاقة بما يجري خلف أستار القدر وأسبابه؟ هل نحن نؤمن حقًا بالسنن الإلهية التي تُرسِّخ مفهوم المسؤولية الذاتية عن الأحداث والنتائج: (قل هو من عند أنفسكم!)، كما نوقن بأن الاستحقاقات أكبر، لكنه عز وجل (يعفو عن كثير)؟.

اللهم آمنا في أوطاننا واحفظ لنا قيادتنا وأدم رخاءنا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store