Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سالم بن أحمد سحاب

سبعاً من المثاني! أين المتدبرون؟

ملح وسكر

A A
في كل ركعة صلاة يقرأ المؤمن سرا أو يتابع مع الإمام جهرا فاتحة الكتاب. وفي الفاتحة أسرار ومعان عظيمة استحقت أن يخصها قائلها جلّ في علاه بكونها (سبعا من المثاني)، ثم قال (والقرآن العظيم). وفي الفاتحة جوامع الدين الكبرى بدءا بإقرار بالعبودية لله عز وجل (الحمد لله رب العالمين) والخضوع بين يدي (الرحمن الرحيم) ثم اليقين بأن الله جامع الناس لأجل لا ريب فيه (مالك يوم الدين)، وأن الله في ذلك اليوم هو الملك المالك المتصرف وحده حكما وقضاء وتقريرا، وفيه يُساق الناس إلى جنة أو نار.

هكذا ينتقل الإنسان من الحياة الدنيا بكل تفاصيلها وسنواتها وأيامها وساعاتها سائلا مولاه الرحمن الرحيم العفو والمغفرة إلى عرصات يوم القيامة، فإذا هو مشهد مخيف مهيب ويوم طويل شديد، فطوبى لمن وعى هذه الحقيقة بين يدي كل لقاء مع ربه في صلاة أو مناجاة.

وحتى ينجو هذا الواقف الوجل بين يدي ربه يرقب أهوال مشهد اليوم الآخر، لا بد له من أدوات حقيقية للنجاة في هذه الحياة الدنيا، وبدونها لا تتحقق تلك «الزحزحة» عن النار ومن ثم الانتقال إلى جنان النعيم وحدائق الخلد. وأما الأدوات فاثنتان لا غير، هما العبادة والاستعانة، هما الطريق إلى آخرة بلا عذاب، وإلى نجاح بلا إخفاق.

وأول وأهم أبواب الاستعانة هي الهداية إلى الصراط المستقيم، الذي لا يخالطه انحراف المغضوب عليهم، ولا غواية الضالين. وقد تبدو هذه الاستعانة محصورة في جوهرها، لكنها في الواقع شاملة في مضمونها وعظيمة في شأنها، فمن رُزق بها، فقد كُفي همّ الدنيا بأسرها، وكُتب له رضا لا يُحد، وخيرا لا ينقطع، وسعادة لا تنتهي حتى الموت، بل وبعد الموت بفضل الله ورحمته.

وانظر كيف رُبطت الاستعانة بالعبادة، وكيف تضمنت الاستعانة كل أبواب الهدى، ذلك أن الصراط المستقيم معنى شامل لكل دروب الحياة وتعرجاتها وأمالها وآلامها.

ما أعظم معان السبع المثان، وما أروع ما تضمنته من حقائق وعقائد ومشاهد.

ويا ليتنا نكون جميعا من المتدبرين!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store