Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

ليس هناك معاقون.. محمد أنموذجاً

ضمير متكلم

A A
* (الطفل المصاب بمتلازمة داون «أو ما يُعرف شعبيًا بالطفل المنغوليّ») يُولد وهو يُعاني في العموم من (تأخر في القدرات العقلية، وصعوبة في التعلم والنّطق، ولِيْن في العظام، ومشكلات في العيْن، إضافة لأمراض سلوكية، كنقص الإدراك وفرط الحركة والتوحّد، يصاحب ذلك حالة من الاكتئاب).

* هذا يحدث مع معظم الأطفال المصابين بذاك الدّاء، ولكن (محمد الحسيني) المصري ابن النّيَل، كان مختلفًا؛ فأُسْرَتُه -آمنت بالقضاء والقدر- وقَرّرت أن تهتم به منذ ولادته، وأن تُقَدّم ما رآه غيرها مستحيلًا ليكون (ابنها) بالرعاية والاهتمام (علامة فارقة بإمكاناته، وخدمته لنفسه وقبل ذلك لمجتمعه ووطنه).

* كان البداية ومنذ الولادة استشارة متخصصين من داخل مصر وخارجها، والحرص على جَلْبَ أدوية كان لها دورها في التخفيف من آثار ذلك المرض على الطفل في مستقبل أيامه.

* تَبِعَ ذلك تَمْرِيِنَات بدنيّة ونفسيّة متواصلة لتعزيز قدراته، وثقته في نفسه، ودمجه مع إخوته، والمحيط الخارجي، وكُلُّ ذلك كان يتطلب مالًا وجهدًا ووقتًا لكن الأسرة الصغيرة كانت مُصِرّةً على تحقيق أهدافها مهما كان الثمَن؛ وكان تجاوز (محمد) للتحديات والمراحل بسرعة ونجاح محفزًا لتواصل عطاءاتها دون كَلَل أو مَلَل.

* واليوم (محمد مريض متلازمة داون) بفضل الله تعالى، ثم بِدعم أهله وعنايتهم، وبصبره وقوة إرادته أصبح عَلَمًا في تفوقه الدراسي والحَيَاتِي، ليس على أقرانه، بل حتى على الأسوياء، وأصبح مُبْتَهِجًَا يقود كلّ تفاصيل حياته بنفسه، دون مساعدة من أحد.

* (البطل محمد) أصبح سباحًا عالميًا حقق العديد من الميداليات الذهبية، ساعيًا لرفع راية وطنه في البطولات، وفي مغامراتٍ نَعْجَزُ عنها، كان من آخرها محاولته قطع (بحر المانش بين إنجلترا وفرنسا) سباحة، وهو الأمر الذي كاد أن يحققه في أغسطس الماضي بعد أن صارع الأمواج وبرودة الماء لأكثر من سبع ساعات متواصلة؛ لولا تدخل مدربه الذي فضّل سلامته مع إصراره على المواصلة، على أن يكرر المحاولة في وقت لاحق.

* (تجربة محمد وعائلته الناجحة والرائدة) أهديها لكل ذوي الاحتياجات الخاصة وأسَرهم وللمؤسسات الحكومية والمدنية المعنية، فليس هناك (معاقون) في مجتمع يرعاهم، ويدعمهم، ويُؤْمِن بحقوقهم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store