Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مدارس جدة بلا صيانة ..و«التعليم» للقادة «دبر نفسك»!!

No Image

متحدث الإدارة: انتهاء العقود العام الماضي وننتظر الترسية

A A
أعلنت خمس شركات مكلفة بصيانة مدارس البنين والبنات في محافظة جدة إيقاف عملها بالمدارس بحجة تأخر تجديد العقود التي انتهت في شهر ذي الحجة الماضي ولم يتم تجديدها وأعرب عدد من قادة المدارس بالمحافظة عن استيائهم مما آل إليه وضع الصيانة في المدارس وقالوا في تصريحات لـ»المدينة»: إن إدارة الصيانة وجهتهم شفهيًا بانتهاء عقود المتعهدين وطالبتهم بـ «دبر نفسك» أو بالصرف من الميزانية التشغيلية أو عائدات المقاصف مؤكدين أن هذا الاجراء مخالف للأنظمة والتعليمات المالية الخاصة بميزانية التشغيل وإيرادات المقاصف. وطالبوا إدارة التعليم بمخاطبتهم كتابيًا إذا كان هذا الإجراء نظاميًا. وانتقد قادة المدارس تساهل الإدارة وتأجيل طرح المناقصة وترسية العقود مؤكدين أن إجراءات المناقصة تحتاج إلى عدة أشهر وكان بإمكان الإدارة استكمالها قبل بدء العام الجديد والعمل عليها منذ وقت مبكر ووصفوا الحال بأنه مزرٍ في بعض المدارس لا سيما صيانة الكهرباء والصرف الصحي.من جهتها اعترفت ادارة التعليم بمحافظة جدة بانتهاء عقود الصيانة منذ نهاية العام الماضي ويجري حاليا ترسية العقود الجديدة وتسليم المواقع.

تباهٍ يخالف الواقع

مديرة إحدى المدارس قالت إن إدارة التعليم كانت تعلم بموعد انتهاء العقود في 19 /12 /1438هـ وكان بإمكانها البدء في إجراءات التجديد أو إعادة طرحها في منافسة منذ وقت مبكر وقبل بداية العام الدراسي فمن غير المعقول أن يتباهى مسؤولو الإدارة والوزارة إعلاميًا بإكمال التجهيزات قبل بدء العام الدراسي وهم يعلمون أن عقود الصيانة تنتهي مع أول يوم لبدء العام الدراسي الجديد !! وكان من المفترض أن يتم العمل عليها منذ بداية الإجازة الصيفية بحيث تكتمل جميع الإجراءات قبل بداية العام الجديد. لكننا فوجئنا مع شديد الأسف بتوقف المتعهدين عن الصيانة بسبب انتهاء العقود. وكنا نتأمل أن تحل المشكلة بعد أسبوع أو أسبوعين لكننا فوجئنا بمرور ستة أسابيع دون تحرك الأمر الذي أدى إلى تفاقم المشكلات داخل المدارس فقواطع الكهرباء في أعطال دائم وبعض دورات المياه تتعرض للطفح بشكل يومي ومعظم الفصول بدون تكييف.

دبر نفسك!!

ويقول قائد مدرسة حكومية تحتفظ «المدينة» باسمه. فوجئنا باتصال من قسم الصيانة بعد أن تقدمنا بعدة بلاغات عن أعطال التكييف والكهرباء والسباكة يطالبونا فيه بكلمة «دبر نفسك» وبمراجعتي للمختصين بقسم الصيانة أفادوني بأن عليك بالصرف من الميزانية التشغيلية أو إيرادات المقصف وطلبت منهم خطاب تأييد بذلك لأن الصرف بهذه الطريقة مخالف للتعليمات واكتفوا بالتوجيه الشفوي الأمر الذي دفعنا إلى الصرف من رواتبنا ورواتب المعلمين لحل بعض الإشكالات الطارئة. فهل يعقل ان تبقى أكثر من (2000) مدرسة للبنين والبنات بدون عقود صيانة ؟

من رواتبنا

ويقول قائد آخر كنا طوال العام الماضي نصرف من رواتبنا على بنود الميزانية التشغيلية للمدرسة وانتهى العام الدراسي دون أن يصرف لنا ريال واحد ومؤخرًا صرف المبلغ المخصص لميزانية العام الماضي بعد انتظار دام عاما كاملا والآن فوجئنا بأننا مطالبون بالصرف على أعمال الصيانة وهذا الموضوع محل استياء جميع زملائي وزميلاتي القادة في المدارس لأن تأخير عقود الصيانة جاء بسبب الإهمال في الأقسام المختصة في إدارة التعليم فأننا نطالب بمحاسبة المتسبب سواء في الادارة او الوزارة لأن استمرار الوضع الحالي يهدد سلامة الطلاب وقد تتزايد الالتماسات الكهربائية وتتحول المدارس إلى مستنقعات مائية جاذبة للبعوض والأمراض.

فنيون بلا عمل !

وتقول مساعدة في إحدى المدارس الثانوية يوجد لدى إدارة التعليم فنيو صيانة سعوديون موظفون على مراتب رسمية مهمتهم القيام بأعمال الصيانة في المدارس وقمنا بطلبهم عدة مرات وكانوا يتعذرون بأن البلاغات اليومية عن مشكلات الصيانة في المدارس تتجاوز 200 بلاغ يوميا وأخيرًا تمت الاستجابة ولكننا فوجئنا بأن فني الكهرباء لا يجيد التعامل مع عطل حدث في إحدى الطبلونات الكهربائية بالدور الثاني وقال: إنه لم يسبق له أن قام بإصلاح مثل هذا العطل وطلب منا إحضار كهربائي من الشارع على حساب إدارة المدرسة وشراء قطع الغيار المطلوبة لأنها غير موجودة في مستودع الادارة وتم الاستعانة بعمالة مخالفة. وقالت أنا أتساءل عن دور هؤلاء الموظفين وما هي الأعمال المناطة بهم إذا كانت الشركات تقوم بمهامهم ولا فائدة من وجودهم في مثل هذه الحالات الطارئة. واختتمت حديثها قائلة خدمات الصيانة في تعليم جدة سيئة جدًا وربما أن المدير العام لا يعلم عن ذلك فالمدارس لديها معاناة يومية لو علم عنها وزير التعليم أو المدير العام لاستنفروا كل جهودهم لحلها. لأن الضحايا هم الطلاب والطالبات

تناقض عجيب

ويقول أحد المعلمين نتفاجأ عندما نتصفح موقع التعليم بأن رسالة الإدارة تتضمن «تقديم تعليم وتعلم متميز للجميع يواكب التوجهات العالمية في بيئة تعليمية جاذبة وآمنة ترتقي بالمهارات والقدرات وتشجع على الابتكار والإبداع « ولكن واقع الحال يناقض هذه الرسالة فالمدارس منذ ستة أسابيع بلا خدمات صيانة ومسؤولو الإدارة منشغولون بالحفلات الاستعراضية والخطب الرنانة متناسين ما يعانيه الطلاب والطالبات داخل فصولهم فالبيئة غير جاذبة ولا تشجع على التعلم ناهيك عن الابتكار.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store