Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم علي نسيب

بعد إيه..!!!

همزة وصل

A A
* الحديث عن الطيبين وأيامهم تلك الجميلة، هو حديث رائع وصور أروع لماضِ عاشه الناس ببساطةٍ وحب، وجمالٍ وأخلاق، وألقٍ ونقاء، والحقيقة أن الماضي هو جزء من الحاضر، الذي نعيشه اليوم بتفاصيله، ومن الطبيعي أن نعود للخلف، ونتحدَّث عن ذكرياتنا، لكن أن يكون الماضي في عيوننا أجمل من الحاضر، فتلك مشكلة حقيقية، علينا أن نحاول جاهدين التخلص منها، ليس إلا من أجل المستقبل الذي يهمنا أن نصنع فيه لأنفسنا مكانا، وأن نقفز من خلاله إلى ما يهم هذه الأرض، إلى ما هو أجمل وأفضل، وباستطاعتنا أن نتحوَّل حين نصرُّ على أن نتقدم ونمضي للأمام بثقةٍ مفرطة، ونتغلب على كل الصعاب، ونتحدى كل ما يقف أمامنا، ونصبر أكثر من ذي قبل، ونمنع كل الأفكار الهابطة من أن تدخل إلى عالمنا، ونُحفِّز العقول ونحافظ على الأموال العامة، ونتحاشى ترويج الشائعات، ونحارب الغلو والتطرف والكسل والإحباط، ونتعامل مع بعضنا البعض بحبٍ ونظافة، ونُحسن اختيار العقول لقيادة المرحلة، ونمنع المحسوبية، ونتحلى بالذوق العام الذي يراعي مشاعر الآخر ويحفظ النظام، ونُكرِّم المبدعين، ونحثهم على الإبداع، ونحاور بعضنا البعض بأسلوبٍ حضاري...!!!

* وقبل الحديث عن الطيبين، نسأل أنفسنا: ماذا قدمنا لهم، وكيف قتلنا أحلامهم وأيامهم، وهي حقيقة مفزعة أن ترى الثناء اليوم على بعض الذين غادرونا إلى اللحود، والصمت والغياب، في مفارقةٍ عجيبة وتعامل أغرب كان معهم في حياتهم، يوم كانوا لا يحتاجون منّا سوى كلمة طيبة تُحفِّزهم وتعينهم على العطاء، وتساعدهم على الاستمرارية، بل العكس كُنَّا ضدهم، وكان بُعدنا عنهم السبب الأول الذي أحبطهم، لنعود اليوم ونتحدث عنهم بحب، ونتداول بعض أفعالهم، وبعض ما كتبوه في حياتهم بفخرٍ هو لا يفيدهم أبدا، ولا يُقدِّم لهم شيئا، لأنهم ببساطة ماتوا في حسرتهم...!!!

* (خاتمة الهمزة).. بإمكاننا اليوم أن ننقذ المشهد في تعاملنا مع الإنسان المبدع، الذي يستحق منّا أن نُكرِّمه، وأن نرعاه وأن نُعينه على الإخلاص والعطاء، لكي لا نبكيه بحزنٍ وحرقة بعد الرحيل... وهي خاتمتي ودمتم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store