Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الحجاج.. وهذا الوطن

إننا أمة أكرمها الله سبحانه وتعالى بأن تضم في جنباتها أقدس بقعتين على وجه البسيطة.. مكة المكرمة، والمدينة المنورة..

A A

إننا أمة أكرمها الله سبحانه وتعالى بأن تضم في جنباتها أقدس بقعتين على وجه البسيطة.. مكة المكرمة، والمدينة المنورة.. ومن واجبنا أن نستفيد من كل هذه الملايين التي تفد إلينا كل عام؛ لنطلعهم على كل هذه الجوانب المشرقة من الوطن العزيز.. حتى يعلموا، وهم يتجولون في أنحاء مكة المكرمة والمدينة المنورة، بل ومن يفد منهم عن طريق البحر والبر، ويعبر الصحارى، ويمر بالشمال والجنوب، والشرق والغرب، ليرى معالم هذه النهضة التي أكرمنا الله بها.ومن حق هذا الوطن أن نقدمه إلى هؤلاء الحجاج.. خاصة وهم يرون عمارة المسجد الحرام وما حوله.. وعمارة مشاعر الحج.. والطرق.. والخدمات المختلفة التي تم توفيرها من أجل راحة الحجيج.. وهذا الملك الإنسان الذي يحرص على قيادة الحج كل عام.. تمامًا كما كان يفعل أبوه -رحمه الله- من قبل.. والذي لم يدّخر وسعًا في الإنفاق من أجل المزيد من التوسعة والتسهيلات.ثم إن من واجبنا أن نتعرّف على تلك المجموعة من العلماء والفقهاء، ورجال الفكر والعلم، الذين يحضرون ويغادرون دون أن نعرف شيئًا عنهم.. ودون أن نعطيهم الفرصة ليعرفوا عن هذا الوطن.. ودون أن نستفيد من خبراتهم.. مع أنهم جاءوا بالحب والفرح إلى هذه البلاد.وقد كنت أتمنى دائمًا أن تقوم جامعاتنا -وبخاصة جامعة أم القرى- باحتضان هؤلاء العلماء الذين تزخر بهم قوافل الحجيج.. وتقدم لهم جوانب من النهضة التي تعيشها البلاد.. وتحاول الاستفادة من خبراتهم وإمكاناتهم لتطوير مناهجنا وقدراتنا.. خصوصًا -كما قلت- إنهم قدموا بالحب.. ومن الممكن لو أحسنّا الاستفادة منهم أن يكونوا نوافذ حيّة نطل بها على العالم ليعلم ما لدينا من برامج.. وما وفقنا الله إليه من خطوات في مجال التنمية.ومن الناحية الأخرى فإن احتكاكهم بأساتذتنا وعلمائنا يفيدنا كثيرًا، ويفيدهم لاستغلال أوقاتهم التي يمضونها أثناء أداء فريضة الحج.. أو عند زيارتهم للمدينة المنورة.وهناك اهمية لاحتضان المراكز الأدبية والثقافية لهؤلاء الناس.. ودعوتهم لإلقاء محاضرات، والتعرف على ما لديهم من أفكار.. وتعريفهم بأدبائنا ومفكرينا.. فكثير منهم يأتي ويذهب ولا يعرف شيئًا عنا.. لأننا أصلاً لا نعرفهم.. ولا نسأل عن إمكاناتهم.. ولا نعرف مَن هم.. وما هي مؤهلاتهم.. مع أن بعضهم ثروات يستفاد منها.. ومن الممكن أن نحرص على عمل معرض سنوي للكتاب، بحيث نقدم فيه كتبنا وكتب العالم الاسلامي.. وفي مقدمتها علوم القرآن والسيرة النبوية الشريفة والفقه.. ونعرفهم على ناشئتنا وأدبائنا فيحصل ذلك الاتصال في عصر ثورة الاتصال وثورة المعلومات.. والحج فرصة عظيمة لهذا التواصل.ثم إننا أثناء عملنا المتواصل لتطوير برامج الحج.. وطرق الحج ووسائله، وفي مقدمتها الإنسان الحاج.. نحتاج إلى الاتصال بالساسة منهم، الذين يحضرون إلينا لإقناع حكوماتهم، وجهاتهم بأهمية إعداد الحاج وتهيئته لأداء المشاعر.ثم إنها فرصة عظيمة لتعريفهم بآثار مكة وما حولها.. فبعضهم يأتي ويغادر دون أن يعرف شيئًا عنها.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store