Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سالم بن أحمد سحاب

من هنا نبدأ

ملح وسكر

A A
مساء السبت الماضي منتصف الشهر الثاني من العام الهجري الجاري.. كان استثنائياً بحق، وكان تاريخياً بحق. لم يكن الخبر عادياً، بل تجاوزت آفاقه آماداً واسعة، وطوى بعمقه وأثره أحداثاً كثيرة كبيرة وصغيرة، متناثرة ومتباعدة، تناولت معالجة قضية فساد هنا أو هناك لا تسمن في مجملها عن جوع، ولا تغني عن هجوم كاسح ضد فساد جامح.

بالنسبة لي شخصياً أحسب أن هذا خبر القرن، بل ومعه قرن مضى، وقرن يقدم. أحسبه أهم من خبر صنع طائرة حربية سعودية خالصة 100%

، لأن صناعة الطائرة والباخرة والقاذفة والبارجة والمركبة والدبابة كلها تبدأ من هنا، إذ كل محاولة جادة لقفزة جادة لن يُكتب لها النجاح المنشود، والفساد عليها كالسحر المعقود!.

من هنا يمكن إصلاح التعليم الذي هو أساس تقدم الأمم وعنوان قوتها وسر ثروتها ومفتاح نهضتها.

من هنا يمكن إصلاح القضاء إصلاحاً شاملاً، وهو الذي به يقوم العدل وتطمئن النفوس وتصلح الأحوال، بل وتهبط علينا بركات من السماء والأرض.

من هنا يمكن محاسبة أي مقصّر مهما بلغ شأنه، ومهما علا في المنصب قدره، ومهما ارتفع في المجتمع جاهه.

منذ هذه اللحظة يجدر بكل فاسد تحسس رأسه، وقبل ذلك تحسس أرصدته، فهي بإذن الله تحت نيران العدالة، وهي عرضة للفضيحة الكبرى، على الملأ في الدنيا، وعلى البشرية كلها يوم يقوم الأشهاد.

منذ هذه اللحظة سأؤرخّ لما تبقى من حياتي، وما بقي منها إلاّ قليل، فأشير إلى الأحداث والقضايا المرتبطة بما تظنه النفس فساداً جهاراً، بتلك التي سبقت يوم أمس، وبتلك التي حدثت بعده.

يوم طال انتظاره، إذ قدم علينا ونحن في شوق إليه كبير، وقد حسبته شخصياً يوماً علينا بعيداً بعيداً.

وإلى مليكنا المبجل الموقر وقائدنا الكبير المؤزر، أقول ما قاله الشاعر العربي

زمامُ أُصولِ جميع الفضائلِ عدلٌ وفهمٌ وجُودٌ وباسُ

فمِن هذه رُكِّبت غيرُها فمَن حازها فهو في الناس راسُ

وأمّا ولي عهده الشاب النابه الفطن العامل بلا ملل ولا كلل، فحري بنا أن ندعو له بالتوفيق والسداد وصواب الرأي كما صواب القرار.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store