Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سمر الحيسوني

حتى يصبح اجتثاث الفساد ثقافة

A A
عملت الدولة على حفظ حقوق المواطن بلا محاباة ولا تمايز، فما يحدث هذه الأيام من أحداث وتطورات على الساحة تناقلتها الصحف المحلية والدولية ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة أثار إعجاب المجتمع السعودي واهتمام المجتمع الدولي، لكون المملكة تضرب بيد من حديد ولا تفرّق في تطبيق القوانين بحق أي فرد من أفراد المجتمع. ونظر البعض للأمر باستغراب وكأن المملكة هي الدولة الوحيدة التي ظهر أنّها تُعاني من الفساد الإداري والمالي، على الرغم من أنّ الفساد وباء متفشٍّ في أغلب الدول بنسب متفاوتة. فالأهم في المرحلة الحالية أن نكون يداً واحدة تعمل على بتر العضو الفاسد وترسيخ مبادئ الأمانة والشرف لدى النشء لأنها تربية وثقافة يقوم عليها أساس المجتمع. فالقضية ليست قضية محاسبة أشخاص بعينهم ولا أسماء ننتظر سماعها للتشفي بأصحابها، بل القضية تكمن بوعي الشخص ومدى قوة الوازع الديني في داخله الذي يحثّه على أداء عمله بإخلاص وأمانة.

فمفهوم الفساد لا ينحصر بالتعدي على المال العام فحسب، بل يتمثل في كل فعل يصدر عنه إساءة استخدام السلطة الرسمية الممنوحة للشخص سواءً في مجال المال العام أو غيره، واستغلال النفوذ، والتهاون في تطبيق الأنظمة

بحق كل ما يسيء للمصلحة العامة، وتفخيم المصلحة الشخصية وتقديمها على الغير من المصالح الأخرى، وذلك في ظل ما يؤتمن عليه الفرد في ظل خدمة مجتمعه. النظام الأساسي للحكم في المملكة ساوى بين الجميع وهذا ما تقوم به حكومتنا الرشيدة من تطبيق الأنظمة القائمة على قدر المساواة بين جميع المواطنين باختلاف طوائفهم وفئاتهم ومستوياتهم الاجتماعية، وأكدّت ذلك المادة الثامنة من النظام الأساسي للحكم والتي نصت على التالي: «يقوم الحكم في المملكة العربية السعودية على أساس العدل والشورى والمساواة وفق الشريعة الإسلامية».

المواطن ينتظر وكله ترقّب بأنّ يتم فتح ملفات مكافحة الفساد الأخرى وطرح جميع المشكلات المرتبطة به والآثار السلبية الجمّة الناجمة عنه، فأملنا بحكومتنا الرشيدة ألا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فالمواطن يتمنى إيجاد حلول للمشاكل التي يعاني منها وأن يتم وضع حدٍ لها، فهذا ما يشعر المواطن أنّه سيحدث بالفعل لأنّ القانون هو العقاب الرادع للجميع.

ختاماً، ما يحدث اليوم لم يكن ليتصوّر أحد حدوثه من قبل، فتم تحقيق ما كنّا نرجوه وأصبحت العقوبات تنتظر المفسد كائناً من كان، فندعو الله سبحانه وتعالى بأن يوفّق حكومتنا إلى كل ما فيه خير وصلاح للعباد والبلاد والحفاظ عليها من المغرضين الذين يعملون لنشر وإثارة الفتن في بلادنا الغالية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store