Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

«قوزين جدة» يختنق تحت وطأة التلوث الصناعي

No Image

غازات سامة ومخلفات كيميائية في الهواء والتربة

A A
تحاصر المصانع والمستودعات ومحارق النفايات ومكبات السكراب أهالي حي القوزين جنوب جدة، حيث أصبحت المنطقة مدينة صناعيَّة صاخبة تنتج ملوثات الهواء والتربة، ابتداء من الأدخنة والغازات السامة التي تتصاعد في سماء القوزين مرورًا ببقع الزيت والمواد الكيميائيَّة والضوضاء والصخب، وبين مصانع صهر الحديد وأخرى لتكرير الزيت تلفظ منطقة القوزين أنفاسها الأخيرة اختناقًا جراء التلوث الذي حل بالمنطقة، ويؤثر على الأهالي وأراضيهم الزراعية والمحاصيل. وفيما قال رئيس بلدي جدة: إن هناك مصاعب لوجستية وماليَّة تؤخر نقل تلك المصانع والمستودعات، امتنعت أمانة جدة عن التعليق.

«المدينة» تجولت في المنطقة، والتقت بعبدالله سلامة الذي أشار إلى أضرار ومخلفات تلك المصانع والمستودعات وتجاوزاتها التي دامت لسنوات دون أن تتصدَّى لها أي جهة حكوميَّة، وأوضح خلال الجولة بأن هناك مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية التي تضررت جراء تجاوزات تلك المصانع وما تصدره من أدخنة ومخلفات كانت كفيلة بطرد المزارعين وتلويث أراضيهم ببقع الزيت التي أصبحت مؤثرة بشكل واضح على المحصول، مشيرًا في حديثه إلى أن معظم أصحاب تلك الأراضي فضلوا البقاء في منازلهم حفاظًا على صحتهم وصحة من قد يستخدمون تلك المحاصيل التي لا تخلو من العديد من الملوِّثات بعد أن باءت جميع محاولاتهم بالفشل في الوصول إلى حل لنقل تلك المصانع إلى المناطق المخصصة لها بعيدًا عن الأحياء السكنية.



مناطق منسية

ولفت سلامة إلى أن القوزين وما جاورها من المناطق كالخمرة وغيرها باتت محط أنظار من يتهربون من تطبيق النظام نظرًا لكونها بعيدة عن الأعين الرقابية، إضافة إلى كون العمل في تلك المناطق لا يلزمهم بأي من وسائل السلامة أو معاييرها. مؤكدًا أن شكواهم استمرت طيلة 13 سنة لم يصلوا فيها لحل يضمن لهم حياة خالية من التلوث، حتى اضطر غالبية السكان لهجر منازلهم والبحث عن أماكن أخرى للعيش فيها، وأشار إلى أن لجوء أصحاب المصانع والمستودعات إلى تلك المناطق يوفر عليهم تكاليف التعاقد مع شركات جمع المخلفات الصناعية ونقل النفايات، حيث إن أراضي المنطقة في نظرهم هي المكان الملائم لطمر نفاياتهم.

إغلاق صوري

وأوضح عبدالله سلامة أنه وبالرغم من صدور قرارات بإغلاق تلك المصانع والمستودعات -اطلعت «المدينة على نسخ منها- إلاَّ أنها باتت تتحدى تلك القرارات مستغربًا قيام الجهات المعنية بالاكتفاء بتشميع وإزالة بعض أسوار تلك المصانع والمستودعات إزالة جزئية وكأنها عملية ذر للرماد في أعين السكان لإيهامهم بأن تلك القرارات ستنفذ، لتعاود تلك المصانع عملها في اليوم التالي دون الاكتراث لأي شيء بالرغم من أن السكان تواصلوا عدة مرات مع بلدية الجنوب الفرعية لإطلاعهم على الأمر، فيما توالت الشكوى من عودة تلك المصانع والمستودعات للعمل إلا أن البلدية تجاهلت جميع الشكاوى وكأن الأمر لا يعنيهم.

مكبات المخلفات

كما رصدت عدسة «المدينة» خلال الجولة مساحات كبيرة من الأراضي اتخذت مكبًا للمخلفات الصناعية فيما اكتست تلك الأراضي بلباس أسود بسبب تشبعها بالمواد الزيتية والكيميائية، وشملت الجولة مواقع أخرى منها ما قد حُول إلى محارق للنفايات ومنها أماكن لجمع السكراب، وأخرى لطمر المواد المشتعلة لتصبح بذلك أراضي «القوزين» أشبه ما تكون بقنبلة بيئية موقوتة قابلة للانفجار والاشتعال في أي لحظة.

وأشار محمد الجدعاني إلى أن هنالك العديد من الحوادث المرورية التي تشهدها طرق المنطقة بسبب الناقلات التي تتنقل بين المصانع والمستودعات بشكل عشوائي مخلفة خلفها قطعًا من الحديد وبقع الزيت والتي تسببت في إلحاق الضرر بالسكان والمارة، مضيفًا: أنه وبحلول ساعات الليل تصبح المنطقة أكثر صخبًا جراء عمليات التحميل والنقل التي تستمر حتى ساعات متأخرة من الليل.

السوس والحرائق

كما أشار الجدعاني في حديثه إلى معامل الشعير والتي تقام داخل أحواش وضمن نطاق المناطق السكنية وتسببت في نشر السوس الذي أصبح يداهم السكان في منازلهم إضافة إلى القوارض التي تملأ المنطقة.

وأضاف: إن أعداد المستودعات أصبحت تنافس أعداد المنازل، حتى تحولت ملامح المنطقة تمامًا فأصبحت مليئة بالعمالة والمستودعات التي تشكل تهديدًا واضحًا لحياة السكان نتيجة ما يتم حفظه وتخزينه بداخلها من مواد كيميائية ومشتعلة ومواد زيتية وقطع للغيار ومعدات للتصنيع، مؤكدًا بأن المنطقة لطالما شهدت العديد من الحرائق جراء تخزين تلك المواد بشكل خاطئ وفي أماكن غير مخصصة، إضافة إلى افتقار تلك المستودعات لأدنى وسائل السلامة.

رئيس البلدي: نقل المصانع يصطدم بمصاعب لوجستية ومالية

«المدينة» من جهتها تواصلت مع رئيس المجلس البلدي بجدة المهندس عبدالمجيد البطاطي لسؤاله عن موقفهم من المصانع والمستودعات المخالفة بمنطقة «القوزين» وما إذا كان المجلس قد اطلع على شكاوى السكان لاسيما وأن تلك المصانع والمستودعات تقع داخل النطاق العمراني، وما هو الإجراء الذي اتخذه البلدي في حال الوقوف على شكاوى أهالي المنطقة، فأجاب البطاطي بأن تلك المصانع والمستودعات لديها تراخيص سابقة إضافة إلى ترخيص هيئة الأرصاد وحماية البيئة ويحتاجون إلى وقت طويل حتى يتم نقلهم إلى المدن الصناعية وذلك لمصاعب لوجستية ومالية.

الأمانة لا ترد

كما قامت «المدينة» بتوجيه استفساراتها إلى الأمانة عن طريق بريدها الإلكتروني «جواب» لسؤالها عن الإجراء الذي تتخذه في حق من يخالف الأنظمة وذلك ببناء مصانع أو مستودعات مخالفة كبنائها داخل المناطق السكنية، ولم يصل رد رغم مرور أكثر من 3 أيام.

الأرصاد تلوذ بالصمت

قامت «المدينة» بإرسال استفساراتها للمتحدِّث الرسميِّ باسم الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة بجدَّة حسين القحطاني، وسؤاله عن دور الهيئة في رصد مثل تلك المصانع المخالفة والمستودعات التي تلحق الضرر البيئي بالمنطقة السكنيَّة، وما هو الإجراء الذي يتم اتخاذه في حال الكشف عن مصنع مخالف. إضافة إلى الأضرار التي تتسبب به مثل تلك المصانع ضمن النطاق العمراني. إلاَّ أنَّه لم يرد رغم مرور أكثر من 3 أيام.

المواد السامة في النفايات الصناعية:

الأكاسيد الحمضية الكبريتية مثل أكاسيد الكربون.

أملاح الصوديوم، الكالسيوم، المغنيسيوم.

بقايا بترولية.

غاز الميثان القابل للانفجار.

المواد المشعة التي تؤثرعلى خلايا الكائنات وقد تؤدي إلى تشوهات جينية.


محتويات وأضرار النفايات الصناعية:

مركبات الهيدروجين الهيدروكربونية: قد تسبب الإصابة بسرطان القولون والمستقيم والمثانة.

مركبات الهيدروجين الهيدروكربونية العطرية وتعتبر من أخطر ملوثات التربة والماء.

مركبات الكلورو فينول وهي من أخطر ملوثات الماء.

المعادن الثقيلة مثل الزئبق والرصاص وتعتبر من أخطر المواد.

مركبات الديوكسين وتسبب أمراضًا جلدية واختلال وظيفة الكبد والجهاز المناعي والوظائف الإنجابية.


مشاهدات

انتشار العديد من المصانع تفتقر لوسائل السلامة.

أطنان من النفايات بمختلف أنواعها.

مخلفات للزيوت والحديد ألقيت بشكل عشوائي.

تشبع الأراضي بالزيوت ومواد مختلفة.

تلف المحاصيل الزراعية بسبب التلوث الصناعي.

آبار للشرب والري هُجرت بسبب التلوث.

سحب دخانية تحيط بالمنطقة.

روائح كريهة ناتجة عن طمر النفايات والتخلص منها بشكل عشوائي.

ناقلات للسكراب والحديد.

تحول المنطقة من سكنية إلى صناعية.

مستودعات تواصل عملها بالرغم من إزالة أجزاء من أسوارها.

ارتفاع كبير في نسبة الضوضاء.


contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store