Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

التعليم والصحة.. إلى متى؟

من المتفق عليه أن أكبر إنفاق تضخه الدولة للوزارات هو للتعليم والصحة، إيمانا بالأهمية الكبرى والنتائج العظمى المرجوة من خلال هذا الإنفاق السخي.

A A
من المتفق عليه أن أكبر إنفاق تضخه الدولة للوزارات هو للتعليم والصحة، إيمانا بالأهمية الكبرى والنتائج العظمى المرجوة من خلال هذا الإنفاق السخي.غير أن الناظر لأحوال التعليم في بلادنا وللوضع الصحي يقف وقفة تعجب يطول أمدها وتلوح في افقه تساؤلات ربما لا يجد إجابات لها؛ ذاك أن الواقع لا يرتقي لمستوى الطموح، والمتابع يدرك انه أمام وضع مخيف، وهنا يجتمع النقيضان ويتوحد الضدان في معادلة مستعصية الحل .التعليم ركيزة أساس لرقي الأمم، والصحة بدونها يتعكر صفو الحياة، ومعهما تدور هذه الرؤى:- استضافت الجامعة الإسلامية هذا الأسبوع سمو وزير التربية والتعليم الذي سرد الرؤية المستقبلية للتعليم في بلادنا، مع ما يكتنف ذلك من عقبات ويعترضها من معوقات. وكان بود الحاضرين أن يجدوا لتساؤلاتهم إجابات تشفي غليلهم وتروي ظمأهم، غير أن ذلك لم يحدث!- في ذات الأسبوع حل وزير الصحة ضيفا على المدينة ليطّلع على الاستعدادات لموسم حج هذا العام ووافق ذلك زيارة لكاتب هذه السطور لأكبر مستشفى في المدينة وتعجبت من التحسين المؤقت الذي امتد لغسل الأرصفة والطرقات، وكان بودي أن يرى الوزير الوضع على طبيعته ليدرك المستوى الصحي الذي تعيشه هذه البلدة المباركة، واجزم يقينا انه لن يقبل به مطلقا .- بالعودة إلى مخرجات التعليم ومشاكل المعلمين والمعلمات وقضية التقويم التي قام طفلان بتجسيد معاناتهما منه وكيف انه قتل التنافس والطموح، فان الوضع يتطلب تحركا عاجلا وتداركا آنيا حتى تكون المخرجات في قابل الأعوام بالمستوى اللائق والذي يتواءم مع الإنفاق الحكومي .- إذا ما شئنا الحديث عن مستشفيات المدينة ومعاناتها مع مراجعيها، فقد باتت عاجزة عن استقبالهم فضلا عن علاجهم، فإنه – وأرجو ألا يكون ذلك خافيا على معالي الوزير - لم يتم إنشاء مستشفى جديد في المدينة منذ أكثر من ربع قرن ، وهذا لا يتفق والتوسع الأفقي الهائل الذي شهدته المدينة ، كما انه لا يتلاءم مع مستوى الإنفاق من الدولة ؟!- لا زلنا نتذرع بذرائع غير مقبولة، ونتحجج بحجج هي أقرب للوهم منها للحقيقة؛ فمدارسنا كثير منها في مبان مستأجرة والبعض منها غير صالح ليكون بيئة تعليمية، ومستشفياتنا تراوح مكانها فهي إن لم تتأخر فهي لا تتقدم والسبب هو ضعف الإمكانات وتأخر الاعتماد، فالى متى يستمر هذا الوضع؟- تساؤل يثار وبشكل دائم: هذا الحجم الهائل المبذول من قبل حكومتنا الرشيدة أيدها الله أين هو على أرض الواقع، مريض لا يجد سريرا، وطالب يتخرج ويبقى في بيته ( مهما كانت الأسباب)؟!إن التعليم والصحة قاعدتان لبناء المجتمعات فبهما تترقى وبضعفهما تضعف وبقوتها تقوى وبزوالها تزول، والمؤمل أن نرى تعليمنا وقد بات في درجة لا يحتاج معها لا لقياس ولا لغيره، وصحة المواطن وقد زالت الآهات وتلاشت المعاناة ، فهل نرى ذلك واقعا مشاهدا؟!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store