Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

ثلاث قصص قصيرة

No Image

A A
أخرجَ يده من النّافذة يتحسّسُ المطر..

يتساقط عليها بغزارة ..

يمسحُ عينيه ..

يعاودُ الكرّة ثانية..

وثالثة

ورابعة

حتّى أسْلمَ نفسه للخيبة والبكاء وهو يردّد:

هيهاتَ يرتدُّ إليّ بصري

وأرى وقعَ المطر كما يراه الآخرون...

اتَّخذت مكانًا قصيًّا في الصف..

تحديدًا:

الطاولة الأخيرة الملاصقة للحائط..

أسفله فتحة ماسورة ماء مهملة اكتشفتها منذ اليوم الدراسي الأول..

استغللتها في البدء لدس الأشياء المخالفة للائحة النظام:

أحمر الشفاه..

الإكسسوارات الملونة..

في الأسبوع الدراسي الأخير وأثناء إحدى الحصص الفارغة، كل زميلاتها منشغلات بالحديث مع بعضهن..

هنا ضحك وغناء وتبادل طُرَف، وهي غارقة في الكتابة..

فجأة هدأ الفصل..

لم تشعر بهذا الهدوء إلا حين قطعه صوت حذاء معلمة الدين تسير باتجاهها.. آخر الفصل..

شعرت بها تقترب..

حشرت الدفتر في الفتحة..

لمحتها المعلمة..

ما هذا يا سميرة؟

قومي اتركي الكرسي..

تنهض وقدماها ترجفان..

تشدها من كتفها وتزيحها، وتتبعها بالكرسي..

تفاجأت بفتحة الماسورة..

بدأت تنبش وتخرج ظروفًا وأوراقًا ملونة..

تفتحها..

تقرأ غرامًا..

حُبّا..

رسائل من شباب ..

يا قليلة الأدب..

تقف وقد اشتاطت غضبًا..

صفعتها ثم جرّتها..

تفضلي يا خلوقة يا قدوة الفصل..

تعالي نر ما هو العقاب المناسب لهذا السلوك !!

تدخلان الإدارة ..

لم تكن المديرة أقل هدوءًا..

أخذت توبخها وتصرخ عليها..

صمتت دقيقة فقط ثم استأنفت الصراخ:

الآن اختاري أحد أمرين:

إما الفصل نهائيًا أو الاتصال بولي أمرك ووضعه في الصورة كاملة...

حُب...

الرغيف ..

مطر..

وقف كثيرًا مع المنتظرين في طابور الخباز يرمق الناس بنظرات كأنه يستعجلهم في الحصول على أرغفتهم والانصراف ليأتي دوره...

الطابور يسير ببطء..

كم تبقّى؟

ثمانية أشخاص..

يا للصباح اللعين !

«كأن عقارب الساعة تسير حسب رغبة الخباز وضد الجائع المنتظر مثلي»...

قالها وهو يخرج رأسه عن الطابور لينظر لأوله ماذا حل به..

بدأ العد التنازلي:

اثنان..

واحد..

أخيرًا جاءت اللحظة:

أدخل يده في جيب بنطاله يتحسس..

أين الدراهم؟

متأكد أنها كانت فيه ليلة البارحة !

تحسس أكثر..

وجد خرقًا في أسفل الجيب...

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store