Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

شريط الأحلام

قرأت مثلما قرأتم عن الاختراع الجديد، الذي يعكف علماء الغرب- هذا على اعتبار أننا الشرق وأنَّ عندنا علماء!- أقول: يعكف الغربيون على إنجازه وظهوره للنور رغم أنّه على ما يبدو لن يشتغل إلاّ في الظلام!!

A A

قرأت مثلما قرأتم عن الاختراع الجديد، الذي يعكف علماء الغرب- هذا على اعتبار أننا الشرق وأنَّ عندنا علماء!- أقول: يعكف الغربيون على إنجازه وظهوره للنور رغم أنّه على ما يبدو لن يشتغل إلاّ في الظلام!! ولأنّه لن يشتغل إلا في الظلام فنحنُ أولى به من كل الشعوب والمجتمعات، الاختراع ببساطة سيُمكّن البشر من تسجيل أحلامهم أثناء النوم!!ولأنّ أصواتنا بُحّت صحوًا على أرض الواقع وتقطّعت حبالها ونحنُ ننادي المسؤولين أو نحاول وضع أصابعنا على الجرح لنوصل أنين المكلومين في أرجاء هذا الوطن الذي لا حاجة لنا بتأكيد أنّنا نحبّه ونخاف عليه، نحن بحاجة هذا الجهاز العجيب، ولذلك سنطالب العلماء بسرعة إنجازه بل إننا مستعدون للوقوف بجانبهم معنويًّا بل حتّى ماديًا حتّى لو كان ذلك بإرسال فسحة أولادنا إليهم كل ذلك من أجل أن يسارعوا بإنجاز هذا الاختراع وإرسال 20 مليون شريط فاضي لنا، -كدفعة أولى- لنملأها بـ أحلامنا غير الورديّة! تمهيدًا لتقديمها لمن يُهمّه الـ (عمر).فالمواطن العاطل بحاجة لشريط يسجّل عليه حلمه بوظيفة!والمريض الذي يرقد في أحد مستشفيات المدن الحدوديّة المتواضعة بحاجة لشريط يسجّل عليه حلمه بسرير في العاصمة!والمواطن ذو الرّاتب القليل والعائلة الكثيرة ( البلشان ) بـ إيجار شقّته والمهدّد بالطرد بحاجة لشريط أبو ساعة ونصّ!ومن قدّم على بلديّة رفحاء منذ عام 1419 هـ يطلب أرضًا حتى لو كانت على ولا شارع ليقدّم بها على الصندوق العقاري. ليتفاجأ بعد كل هذه السنوات من الانتظار بقرار إيقاف التوزيع الموقوف خِلقَة.. وبأنه فقد حلمه بأرضٍ يقدّم بها ثم يبيعها بمبلغٍ وقدره وبأنّ التقديم على فرصة البناء لا يحتاج لوجود أرض مما يعني ضياع سنوات انتظاره هباءً منثورًا.. بحاجة لشريط أيضًا!والخريج الذي (توسّد) شهادته منذ كم عام بحاجة لأكثر من شريط!والمعلّم الذي يحلم بـ (فروقاته) بحاجة لشريط، لا شريط لاصق لفمه.والموظّف على بند الأجور الذي يكرف ليلًا ونهارًا وسنواته تمُرّ بحاجة لدرزن أشرطة!والمتقاعد الذي تقاعد بمعاشٍ لا يكاد يعيّشه لوحده.. وقبل أن يبني بيتًا لعائلته بحاجة لشريط بمقاس أحلامه! ***والمرأة السعوديّة عامّةً بحاجة لأكثر من شريط.. ليس لكثرة قضاياها من بين نساء الأرض وإنّما لكي يظلّ على يديها.. سوق مشايخ وقنوات تفسير الأحلام رائجًا!***ما لا أتمنّاه هو أن تُفسّر كل هذه الأحلام على أنّها “مجرّد أضْغَاث”!حتّى ذلك الحين لن نسبق الأحداث، المهمّ أيها القراء بأنّني قررت المتاجرة بكمألا يقولون بأنّ رصيد الكاتب هم قُرّاؤه؟! لذلك سأفتتح مؤسسةً لهذا المشروع باسم (حلمي فون) وسيكون الموزّع في الرياض: محمد السحيمي أمّا في رفحاء فهو: محمّد الرطيان والرزق على الله.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store