Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله إبراهيم الكعيد

تشظّي العمل العربي المشترك

القافلة تسير

A A
* بدأ الحُلم ذات مساء ربيعيّ في شهر مارس من عام 1945م حين تم توقيع ميثاق جامعة الدول العربية من قبل مندوبي الدول المؤسسة لها وهي بالمناسبة (5) دول أنظمتها ملكيّة (عريقة) من ضمنها بلادنا، ودولتان ذات نظام جمهوري (وليد) سوريا ولبنان.

* طوال هذه العقود السبعة الماضية ما الذي تحقق من ذلك الحلم مما يمكن الإشارة إليه بفخر والتباهي به كإنجاز، أم كالمعتاد ظل حبيسًا في دائرة أحلام العاجزين يدور ويدور ويدور دون أن يتحقق أي شيء على أرض الواقع؟

* حتى لا أُلقيَ الكلام جزافًا اسمحوا لي بأن أُحيلكم إلى ميثاق جامعة الدول العربية، وحتى لا أهدر وقت القرّاء الأعزاء في قراءة ديباجات وهوامش من نصوص قد لا تعني لهم شيئا اقتبست المادة الثانية في الميثاق التي تنص حرفيّاً على:

«الغرض من الجامعة توثيق الصلات بين الدول المُشتركة فيها وتنسيق خططها السياسيّة، تحقيقًا للتعاون بينها وصيانة لاستقلالها وسيادتها والنظر بصفةٍ عامة في شؤون البلاد العربية ومصالحها».

* يعني علاقات وثيقة لا يُعكّر صفوها مُعكّر، تنسيق خطط سياسيّة فلا صوت يعلو على صوت (معركة) استرداد الحقوق، لا علاقات ثنائيّة (مشبوهة) مع دول معادية ولا اختلاف في وجهات النظر حول القضايا العربيّة المصيريّة، صيانة الاستقلال والسيادة فلا ارتهان لعواصم (الشرق أو الغرب) وأكيد لا تسليم لمقاليد الخيط والمخيط (خلف الكواليس) للأجنبي ولا انبطاح للبسطار والدولار وعواصم فرض القرار.

* هذا تفسير لما نص عليه ميثاق الجامعة في مادته رقم (2) وليس كلاماً من عنديات كاتب هذه السطور.

* حسناً، بعد مضي ما يقارب الـ(70) عامًا وعقد العشرات من مؤتمرات القمة الباهتة منها والصاخبة مُكتملة نصاب الحضور أو مثلومة التمثيل كيف هو واقع بلاد العرب أوطاني اليوم وماذا تحقق من منطوق المادة الثانية إياها؟

* إليكم على سبيل المثال لا الحصر: عدة دول عربيّة (قُح) لا سيادة للزعيم العربي على أرضه بل هو مسلوب الإرادة والسيادة من قبل عدو فارسي يقبع على الضفاف الشرقية من خليجنا العربي ودليلي على ذلك أن المسخ الصفوي المدعو «قاسم سليماني» يتجول في عواصم تلك الدول بكل حُرية ويصدر الأوامر فهو الآمر الناهي فيها وربما شاهدناه في الدوحة ومن لف لفها!! «عاشت السيادة يا أصحاب السعادة».

* روابط العلاقات وتوثيق الصلات بين الدول الأعضاء والتي تتصدر مهمات جامعة الدول العربية حدّث عنها ولا حرج فهي في أسوأ حالات التمزّق والخلافات، فقط قادة بلادنا مع الشرفاء من قادة دول مجلس التعاون الخليجي والقلّة من قادة العرب استثناء في العمل العربي المشترك الحقيقي.

* الحديث يطول والأوجاع ممتدة ومع هذا أقول: ليت كُلّ الجهود تتركز على مخاطبة الشعوب العربية بدلاً من حكّامها فلعل في الوعي الجمعي الشعبي بارقة أمل تعيد ذلك الحُلم الى مساره.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store