Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

التربية الأسرية.. بين الوسطية والتطرف

No Image

A A
صناعة الأبناء تعد تضافرًا من جميع الأسر لصناعة المستقبل والأجيال القادمة، فكل طفل من أطفال اليوم هو جزء من رجال وصانعي الحياة في الأجيال المستقبلة. يتلقى الأبناء مخططات مرسومة لحياتهم المستقبلية بما يواجهونه من تعامل آبائهم بطرق تربوية، تؤثر حقيقة في تكوين شخصيتهم وبنائهم النفسي والأخلاقي وصناعة الهمة في نفوسهم.. وتختلف التربية الأسرية من تكوين أسري إلى آخر ومن أسلوب تربوي إلى آخر، فآفة التربية التطرف في جانب القسوة أو في جانب الإهمال والتفريط وضعف الجوانب التربوية.

القسوة والعنف التربوي آفة على بناء الشخصيات وتقوية النفوس، وهو سبب في إذلالها وهدمها، بل والزج بها إلى وحل الفساد بجميع أشكاله وصوره وألوانه. الطفل الذي يعيش في قسوة تربوية ينتظر لحظة الانفكاك والخروج من الدائرة؛ للعبث بكل ما يمكنه العبث به، والانتقام مما يجد في طريقه بشتى صور الانتقام، في حين أن الطفل المدلل يغلب الترف على تربيته فيستبدل التوجيه في حياته بالرفاهية والدلال؛ حتى يفقد صفة قبول الرأي الآخر والاستماع للغير والرضا بانتقاد الآخرين.

التربية المدللة تصنع شخصيةً هشةً ضعيفةً لا تحتمل صعوبات الحياة، ولا تنبت منابت النفع والفائدة، ولا تثمر ثمارًا يانعةً؛ فمنبتها ضعيف وثمرتها أضعف، ولا تقوى على مواجهة الحياة بصعوباتها ومخاطرها.

المجتمع بحاجة إلى توعية وتثقيف في كيفيات التربية الوسطية المعتدلة التي يعرف من خلالها ما له وما عليه، يعرف كيف يعطي ثم يرجو ثمرة العطاء لا أن يأخذ فقط، فالتربية الوسطية المعتدلة تصنع جيلًا يتفوق بعقله قبل عمره، يستطيع القيادة والتوجيه والمحافظة على حق الغير، والنظر في كل زاوية بإنصاف واعتدال.

تلك التربية بين الدلال والحرمان بين الضعف والقسوة بين التراخي والعنف- تربط الطفل بالحقائق بعدلٍ وتوازن يرغب في وقت الرغبة، يدرك متى عليه أن يقترب أو يبتعد، يكون قادرًا على اتخاذ قراراته بنفسه، ويرسم طريقه دون تذبذب أو تردد أو انهزام.

وعي الآباء بأهمية التربية الوسطية تضمن حياة الأجيال القادمة، حياة كريمة شريفة تزخر بالعديد من الإنجازات والتطورات، وتتميز بالقوة المجتمعية بين المجتمعات الأخرى.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store