Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد الثبيتي

الطائف تبوك.. يا ناقلنا الرسمي

A A
كنتُ قد كتبتُ مقالًا بُعيد تسلُّم المهندس صالح الجاسر مهام عمله، مديرًا عامًّا للخطوط السعودية، ناشدته فيه إعادة النظر في توقُّف بعض المسارات الداخلية على الرغم من أهميتها وحاجة الناس لاستعادة نشاطها المتوقف منذ سنوات، ولعل أبرزها خطا الطائف المدينة، والطائف تبوك، وتحقق للمدينة وزوارها ما يتمنونه، حيث أعادت الخطوط خط السير لها من الطائف مُرجعًّا، بينما وقفت صامتة أمام إعادة خط سير الطائف تبوك، في الوقت الذي لا تخفى على أحد التشابه الديموغرافي والعملياتي بين الطائف وتبوك، باعتبارهما مدينتين عسكريتين تضمان الكثير من أبناء المنطقتين، وينشط بينهما الترحال، خاصة إذا ما أخذنا في الاعتبار الوضع العسكري الذي تعيشه المملكة، خلال العامين الماضين ومازالت، ولكن يبدو أن تأثير مكانة المدينة القُدسية -وحُقَّ لها ذلك- كان له الكلمة الفصل في استعادة خط السير لها، أما الطائف وتبوك فكانتا في عِداد المنسيين لتحقيق أمنيِّة أهلهما وزوارهما من قبل خطوطنا الجوية.

لقد استبشرنا بدخول بعض شركات الخطوط إلى سوق الطيران السعودي، ولكن شعرنا بخيبة الأمل عندما تفاجأنا بأنها مُخصصة للرحلات الدولية، في الوقت الذي تُعاني الرحلات الداخلية من عجزٍ كبير؛ حيث كان من الأولى أن ينص العقد المُبرم مع هذه الشركات بأن تقدِّم خدماتها في الداخل، ولا يقتصر استثمارها على الخارج، ناهيكم عن تهميش المطارات الإقليمية التي كانت تعمل بشكل جيد قبل سنوات، من خلال توافر رحلات بينها وبين مثيلاتها الإقليمية؛ مما انعكس سلبًا على تدني عدد الرحلات المُدرجة على قائمة الخطوط السعودية من جهة، وارتفاع درجة الاحتقان البشري الذي تُعاني منه المطارات الدولية التي تجاوزت طاقتها الاستيعابية.

ومع كل هذا، إلا أن الأمل لا يزال معقودًا في إدارة الخطوط السعودية لإعادة النظر، خاصة أنها أنشأت في أغسطس الماضي شركة طيران «أديل» التي تعد أحدث شركة طيران اقتصادي منخفض التكلفة في المملكة، فهل نرى أديل تجوب أجواء الطائف وتبوك، أم ستلحق بحاضنتها وتنسى هذين الجزأين الغاليين من وطننا في خضم توجهها الاقتصادي على حساب الجانب الخدمي لها؟

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store