Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

جهد مهدر !

لا أدري لماذا يوقف المتطوعون من محاربي ما يسمونه (بالتغريب)، جهودهم ووقتهم لمراقبة وفحص ونقد ما تنشره الصحف ويكتبه الكتاب من ابناء وطنهم، عوضًا عن استثمار كل ذلك الجهد بغرض مكافحة الفقر باعتباره ال

A A

لا أدري لماذا يوقف المتطوعون من محاربي ما يسمونه (بالتغريب)، جهودهم ووقتهم لمراقبة وفحص ونقد ما تنشره الصحف ويكتبه الكتاب من ابناء وطنهم، عوضًا عن استثمار كل ذلك الجهد بغرض مكافحة الفقر باعتباره السبب في وجود كل المصائب؟!أليست محاربة الفقر ومساعدة الفقراء أجدى وأنفع وأكثر ثوابا عند الله، من ممارسة الرقابة على أداء من يهتمون بالشأن العام ويتعاطون الكتابة في الشأن الفكري، مع ما في ذلك من سوء ظن مسبق نهى عنه الله جل وعلا عبر كتابه الكريم. يقول الله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم)) الحجرات.أليست محاربة الفقر الذي يعد بوابة كل المفاسد، أولى بمجهود من يعدون التقارير ويفتتحون المواقع الإلكترونية ويمارسون التحريض على كل من يدعو إلى عمل المرأة، وكل من يطمح في التحديث وكل من يحلم بأن تلحق بلادنا بركب التمدن والتحضر؟!في لقاء تلفزيوني أجرته معه الزميلة حليمة مظفر عبر القناة الثقافية السعودية، ذكر الأستاذ جمال خاشقجي رئيس تحرير جريدة الوطن السابق أن عشرات التقارير التي حررها متطوعون عن كتاب الجريدة، كانت تصله بانتظام أثناء رئاسته للتحرير. وذكر الأستاذ خاشقجي أن كل تقرير من هذه التقرير كان يتكون من عشرات الصفحات!تصوروا مدى الجهد المهدر الذي يقوم به هؤلاء الذين عينوا أنفسهم أوصياء على عقول الناس وحكاما على نواياهم ودواخلهم ..! هل يحسب هؤلاء أنهم يحسنون صنعا بالفعل عندما يقومون بمثل هذه المهمات ..؟ وهل يعتقدون أن الطريق إلى مرضاة الله يمر عبر هذه الممارسات التي لا يقرها عقل ولا تستند إلى شرع ولا ينص عليها قانون ولا تنسجم مع عرف؟!في رأيي أن هذه الممارسات الصبيانية مع كل ما تحتوي عليه من شرور، ليست هي المشكلة التي يجب بحثها. المشكلة الحقيقية، تكمن في العقلية المريضة والفهم العجيب للدين الذي تشبع به هؤلاء. مما أدى إلى ظهور مثل هذه الممارسات القابلة للمزيد من التطور.المشكلة ليست في الممارسات السيئة، بل في العقلية التي أفرزت مثل هذه الممارسات.anaszahid@hotmail.com

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store