Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. محمد سالم الغامدي

توعية المواطن وتثقيفه

A A
لا شك أن وعي المواطن وثقافته بكل ما يدور حوله من أحداث ذات علاقة به، وبكل ما له من حقوقٍ وواجبات تجاه المؤسسات ذات العلاقة بتفاعله اليومي والشهري والسنوي معها، يُعدُّ صورة حضارية تسلكها كل الدول المتقدمة، كمرآةٍ تعكس الصورة الحضارية للمواطن أمام الشعوب الأخرى، لذا أراه أمرا حتميا ومستوجباً من قِبَل تلك المؤسسات القيام بذلك الدور الهام، حيث إن على كل مؤسسة أن تقوم بتوعية المواطن عن مهامها وأنظمتها، وما يرتبط به من حقوقٍ وواجبات عن طريق أجهزة الإعلام بكل صورها، وعن طريق البروشورات المعدّة خصيصا لذلك الغرض ، فعلى سبيل المثال لا الحصر:

نرى أن وزارة الداخلية تقوم بدورها التوعوي للمواطن في كل ما له علاقة به من أنظمةٍ أمنية ومرورية واجتماعية، وكل ما يتعلق بحقوقهِ وواجباتهِ، تجاه الوطن وأخيه المواطن والمقيم، من خلال التوعية المستدامة الشاملة لكل قديمٍ ومستحدث منها.. وهذا ما نتمنى أن تسلكه الوزارات والمؤسسات ذات العلاقة بتفاعل المواطن اليومي.

فمن واجبات وزارة الشؤون البلدية والقروية أن تُبيِّن للمواطن -من خلال أمانات المدن والبلديات- كل ما له علاقة بالمواطن من حقوقٍ وواجبات، وكل ما يتعلق بالأنظمة واللوائح المرتبطة بالمواطن، فيما يخص الخدمات المُقدَّمة له، وما يخص تعامله مع تلك الخدمات، كالشوارع والحدائق والمطاعم ورخص البناء والهدم، ورخص المحلات التجارية، وسبل التعامل مع المنتزهات والمرافق الأخرى.

وشركة الكهرباء أيضا، لابد وأن تقوم بتوعية المواطن تجاه خدماتها وأسعارها، وشروط الاستخدام، وأنظمة إدخال التيار الكهربائي، وشروط وأنظمة السلامة.

وكذلك شركة المياه الوطنية، عليها أن تُبيِّن كل الشروط والأنظمة الخاصة بخدماتها وأسعارها، وأنظمة وشروط السلامة.

وعلى بقية المؤسسات ذات العلاقة بالخدمات المباشرة بالمواطن، «صغيرة كانت أم كبيرة»، أن تقوم بذلك الدور التوعوي، ليكون المواطن على إدراكٍ تام بحقوقهِ وواجباتهِ، وبكل الأنظمة ذات العلاقة به، لتسهيل سُبل تواصله مع الخدمات المُقدَّمة له من كل المؤسسات.

ثم يبقى الدور المنوط بأجهزة التشريع والمراقبة كمجلس الشورى وهيئة الرقابة لتقوم بدورها لسن الأنظمة الكفيلة بالتنفيذ من قِبَل المؤسسات، ومتابعة تنفيذها من قِبَل هيئة الرقابة، كما يبقى دور أجهزة الإعلام في دعم وتيسير ذلك العمل التثقيفي التوعوي.. وكم أتمنى أن تُخصَّص لهذا الغرض قناة تلفزيونية تتولَّى ذلك الدور، وكم أتمنى أيضا من وزارة التعليم أن تقوم بدورها لتحقيق ذلك الغرض من خلال استحداث مادة تُدرَّس على كل المراحل التعليمية تكون مهمتها ذلك الدور التربوي التثقيفي.

وآمُل أن يكون ذلك الدور الهام ضمن المهام التي ترتكز عليها رؤيتنا الطموحة 2030، وهي التي ركَّزت اهتماماتها على بناء الإنسان وتنمية المكان. والله من وراء القصد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store