قفزة تاريخية

لم يحدث طوال تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، أن قفز مستوى فرق وسط المقدمة ووسط الوسط بهذا الشكل الذي نشاهده حاليًّا.المؤشرات بدأت منذ العام الماضي، حيث تلقى البطل تشلسي أعلى معدل هزائم (ست هزائم) طوال تاريخ أبطال الدوري. ويبدو أننا نسير هذا العام نحو طريق مشابه، إن لم يكن أكثر إثارة من العام الماضي.البطل تشلسي الذي افتتح موسمه بالفوز بالستة خلال مباراتيه الأوليين، وصل عدد هزائمه بعد 13 أسبوعًا فقط إلى ثلاث هزائم! وقد كانت الهزيمة المذلة الأخيرة على أرضه، حيث خسر الفريق أمام سندرلاند بثلاثية نظيفة هي الأقسى، فضلاً عن كونها فتحت باب التكهنات حول مصير بطولة هي الأفضل والأكثر إثارة وتقاربًا من حيث المستويات بين فرقها العشرين. وباستثناء ويستهام وولفرهامبتن، فإن جميع الفرق الإنجليزية تبدو صعبة المراس على أرضها، ممّا يجعل من عملية توقع النتائج قبل انطلاق المباريات تبدو أشبه بعمليات قراءة الفنجان، وضرب الودع منها بالقراءة الفنية.لقد انكشفت نقاط ضعف تشلسي في مباراته الأخيرة ضد سندرلاند. فتشلسي الفريق الوحيد من الفرق الكبيرة الذي لا يملك على دكة البدلاء لاعبين يمكن توظيفهم لتغيير الرسم التكتيكي أثناء المباراة. يكفي أن تشلسي هو أحد الفرق الإنجليزية النادرة التي لا تمتلك جناحًا صريحًا، فضلاً عن افتقار الفريق للاعب وسط على الطرف ما عدا الروسي جيركوف. أمّا في خط الهجوم فيبدو الفريق في أزمة حقيقية، حيث باتت فعالية خط الهجوم مرهونة بمستوى دروغبا، وبمدى قدرته على الإفلات من الرقابة. ورغم أن أنيلكا يقوم بمجهود محمود، خصوصًا في ظل حالة التفاهم الكبير بينه وبين دروغبا، إلاّ أن أنيلكا لم يعد قادرًا على أداء دور المساندة كما يجب في كل مباراة . أمّا كالو فإن الأحداث أثبتت بأنه ليس الخيار الذي يمكن أن يحدث الفارق في حالة إصابة دروغبا، أو في حالة معاناته من الإرهاق، أو في حالة انخفاض مستواه أو مستوى رفيقه أنيلكا.تشلسي يحتاج إلى أكثر من لاعبين على أقل تقدير ليدير موسمه الحالي بنجاح، ولعل الشيء الوحيد الذي يمكن أن يخدم تشلسي هو حالة منافسيه مانشستر يونايتد وآرسنال الذي يحتاج كل منهما إلى لاعبين للتغلب على مواطن القصور، وللعمل على خلق الإضافة التي تحدث الفارق.أعتقد أننا سنشاهد منافسة حتى الرمق الأخير بين تشلسي ومانشستر آرسنال أيضًا، مع منافسة لا تقل حدة على المركز الرابع بين كل من مانشستر سيتي وتوتنهام وليفربول.