Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

شارون .. مَصارع الطغاة

في الخامس من يناير 2006م أدخل المستشفى آرييل شارون رئيس وزراء إسرائيل الأسبق إثر إصابته بغيبوبة عقب سكتة دماغية، وقبل حوالى ثلاثة شهور سربت مصادر إسرائيلية وفاته، ولكن أجل إعلان الوفاة إلى وقت يناس

A A

في الخامس من يناير 2006م أدخل المستشفى آرييل شارون رئيس وزراء إسرائيل الأسبق إثر إصابته بغيبوبة عقب سكتة دماغية، وقبل حوالى ثلاثة شهور سربت مصادر إسرائيلية وفاته، ولكن أجل إعلان الوفاة إلى وقت يناسب الأوضاع السياسية في إسرائيل، وقبل أيام أعلن انه لم يمت، ولكن مصروفاته العالية في المستشفى استدعت نقله إلى منزله ثم أعيد جسده الحي الميت إلى المستشفى على ان تكون المصروفات العالية من وزارة المالية وليس من ميزانية رئيس مجلس الوزراء.وهكذا أراد الله ان يرى العالم انتقامه من الظالم الذي أزهق آلاف الأنفس في فلسطين وفي لبنان، وكان يتفقد قواته باسما تندلق أمامه بطنه وكأنه في رحلة سياحية، وهكذا ضاقت بجسد هذا الطاغوت نفوس اتباعه وهم ينتظرون موته، فمصروفاته أهم لديهم منه، وتلك مصارع الظالمين.الموت مصير كل حي ولا شماتة فيه، ولكن عقوبة الله للظالم في الدنيا عقوبة عادلة، والنفس الظالمة لا تخرج من الجسد الا بعد ان يلاقي صاحبها صنوف العذاب انتقاما للمظلومين من الأطفال والنساء والآمنين بل والأشجار والمساجد.عندما دنس شارون طهر المسجد الأقصى بدخوله ظن انه سيحطم كل أمل في نفوس أبناء فلسطين، ولكنه خاب أمله، وكانت تلك الزيارة التدنيسية شرارة لانطلاق انتفاضة الأقصى المباركة ومشعلا لإضاءة روح المقاومة في أبناء فلسطين.والآن نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل يضع المستحيلات من أجل تمديد بناء المستوطنات 3 شهور فقط، ويسارع ليل نهار في بناء البيوت في القدس، وفي اجتثاث الأحياء الفلسطينية وفي قطع أشجار الزيتون وفي منع المصلين من الوصول إلى المسجد الأقصى وفي محاكمة الشيخ رائد صلاح وسجنه 6 شهور لانه أهان جنديا إسرائيليا ولكن قتل شعب كامل وتشريده ليس جريمة ونسي ان الظالمين قبله أمضوا ستين عاما دون ان ينعموا بالأمن من شعب لا يملك الا حجارة وحقا وطنيا لن يتخلى عنه.ما لقيه شارون من عقوبة في الدنيا، وما بعد موته أشد دليل صارخ ان مصير الظالمين واحد، وكلما بغوا واستكبروا سلط الله عليهم جنوده التي لا ترى في السموات والأرض ومنها هذه الجلطة التي تركت ذلك الجسم الهائل الذي كان يمشى متمائلا كأنه حطام.فهل هناك عبرة لمعتبر؟

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store