Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد الثبيتي

زيارات المسؤولين الممكيجة

A A
يُعدُ قيام المسؤولين بزيارات للجهات التابعة لهم أمراً حتمياً للوقوف على ضمان سير العمل وفقاً لما خُطط له؛ مما يدفع برئيس الجهة المُزارة إلى استنفار كامل طاقاته لكي لا تكون هذه الزيارة سبباً في فقدانه لمركزه الوظيفي، والمؤلم أن هذا التلميع على حساب لُب العمل الذي يجب أن يكون هو محور النقاش بين أطرافه المُخططة والمُنفذة له؛ بهدف تلافي القصور الموجود، وتعزيز التميز برؤى وأفكار تتلاقح بين طرفي المعادلة وتُحقق الأهداف المنشودة.

لذا فإن زيارة المسؤولين المُعلنة ستعكس تعاطياً غير منطقي على أرض الواقع؛ بحيث يتباين ما هو مفترض أن يكون عليه الوضع قبل وأثناء وبعد الزيارة، وهذا التفاعل المُخجل يقودنا إلى الاعتراف بأن جُلَّ مُشكلاتنا تعود لمجموعة من الأخطاء التراكمية التي غطَّى فيها المسؤول أخطاءه عن رئيسه؛ ولو كان يمتلك الجرأة في إبراز ما لديه من أخطاء بموازاة ما حققه من نجاحات لقضينا على أغلب المُعضلات التي أصابت مؤسساتنا الوطنية في مقتل التقارير الممكيجة.

عليه يجب أن تكون الزيارات مفاجئة دون تخطيط مُسبق، بحيث يكون المسؤول هو صاحب القرار في اختيار الأماكن التي يزورها دون التدخل من قبل مسؤولي الجهة، أو أن تقوم الجهة بترتيب زيارة تتضمن كافة المستويات التي تُشرف عليها، بحيث يزور -على سبيل المثال في التعليم- مدارس نموذجية تتوافر فيها كافة مقومات العمل التربوي، ومثلها متوسطة المستوى، وثالثة متدنية الإمكانات؛ حتى يكون المسؤول على عِلم تام بكل ما يدور في نطاق مسؤولياته؛ ليأخذها في الاعتبار عند العودة إلى موقعه وبذلك تكون التغذية الراجعة دقيقة وغير مشوَّهة، أما ما يحدث الآن على أرض الواقع -فحتماً- لا يُرضي من يغار على مصلحة وطنه.

وكل ما نحتاجه هو البعد عن «البروباجندا» التي غالباً ما تُصاحب هذه الزيارات، عندها فقط نستطيع أن نقول: إن أفعالنا مطابقة لأقوالنا، وأعمالنا لا تتنافى مع ما أُوكل إلينا من مسؤوليات. من هذا المُنطلق أدعو الرؤساء والمرؤوسين إلى وقف هذا النمط من الزيارات التي لا تُغني ولا تُسمن من جوع، بل تُعزز الفساد في أعلى صوره وتشتت الجهد والمال والوقت.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store