Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم علي نسيب

كيف..؟!

همزة وصل

A A
نتحدث عن التوطين كثيراً ومن يكره أن تعمل ابنته أو ابنه الذين تعلموا وتعبوا في الدراسة وتخرجوا ومن ثم انتهي بهم التعب إلى تعب أكبر من ذي قبل، وكم هو مؤلم أن ترى غيرك يهتم بالعقول ويدفع بالغالي من أجل تبنيها بينما نحن -وبكل أسف أقولها- أننا بعكس العالم نعاملهم بفوقية ونتعاطى مع عقولهم بأسلوب غريب وعجيب يقتل الطموح فيهم ويردهم للخلف والندم على الجد والاجتهاد وسنين الدراسة التي أكلت نصف أعمارهم ليتفوقوا في دراستهم ليجدوا أنفسهم في مطاردة مع الوظيفة والتي ما تزال حتى اليوم هي الحلم والتعب والعذاب الذي يعيشه الخريجون والخريجات يومياً.

ومن يصدق أن ينتهي التعب بخريج فيزياء للعمل بمدرسة خاصة براتب شهري لا يتجاوز «3000» ريال عليه أن يأكل منها ويسكن منها ويدفع للحياة منها وهي قضية تقابلها قضية أخرى لمسئول يتحدث في وسائل الإعلام عن التوطين وعن السعودة وعن إنجازاته والنجاحات التي هو يراها مذهلة بينما يعيشها الآخر بحزن وهموم وسؤال لا جواب له هو أين أنا..؟، وكيف أعيش من هذا المبلغ الضئيل..؟ وكيف أبني مستقبلي الذي تعبت من أجله وتعذبت جداً لأصل للهدف بعد عشرين عاماً من الدراسة انتهت به الى وظيفة عائدها يكاد لايختلف عن مكافأة.. وهي حقيقة أكتبها ليس إلا من أجل وطني وابني وابنك وابنتي وابنتك الذين هم عماد المستقبل وحاضره وهم أهم عناصره ومن حقي أن أسأل المسئولين عن كل ما يعيشه الخريجون من تعاسة وشقاء لأقول لهم بملء فمي: أين أنتم عن الواقع الذي يصدمهم وعن همومهم التي باتت تتكسر وتتذمر بين اثنين إما الفراغ القاتل أو الأجر غير العادل.

( خاتمة الهمزة).. علينا أن نكون عند حسن الظن بنا وأعني بذلك المسئول الذي عليه أن يعي أن مسئوليته أمانة وأن وظيفته هي مهمة وطنية عليه أن يتقي الله في كل أفعاله وكل قراراته.. وهي خاتمتي ودمتم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store