Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أسامة حمزة عجلان

المجتمع النبوي لم يكن ملائكياً

وأما السؤال المهم: أليس الله عز في علاه كان قادراً -وهو عز في علاه كائن أمره في كل زمان ومكان- أن يطهر المجتمع النبوي ويجعله ملائكياً؟، بالتأكيد نعم ولكن هناك حكمة ربانية ألا وهي حتى نتعلم من المعلم النبي الأمي صلوات ربي وسلامه عليه صاحب الرسالة المحمدية كيف نتعامل مع الذنوب وأهلها وكيف يكون الدفع الى التوبة والحث عليها وكيف نقاوم انتشارها ونتغلب على إشاعتها،

A A
مقالي ليس ذماً ولا قدحاً في المجتمع النبوي الشريف، -حاشا وكلا أن أقول ذلك-، فهو برغم أنه لم يخلُ من الذنوب إلا أنه أفضل المجتمعات وأشرفها وأطهرها وفي خير قرن من الزمان على الإطلاق، ويكفيهم عزاً وفخراً وسؤدداً أنهم كانوا بمعية الحبيب صلى الله عليه وسلم جسداً وروحاً وأنزلت عليه الرسالة صلوات ربي وسلامه عليه وتتابع الوحي عليه وهو بين أظهرهم .

وأما المذنبون منهم ذنوباً دون الكفر (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم)، (إنّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء)، فقد تاب الله عليهم توبة مدحها الحبيب صلى الله عليه وسلم بأنها لو وُزِّعت على أهل المدينة لكفتهم، وفي رواية لو وُزعت على أهل مكس لكفتهم، وما أكثر الروايات في شرف توبتهم، فيا له من شرف توبة وحسن عمل وحسن خاتمة في حضرة الحبيب عليه أفضل الصلوات والسلام من رب العزة جل جلاله.

وأما السؤال المهم: أليس الله عز في علاه كان قادراً -وهو عز في علاه كائن أمره في كل زمان ومكان- أن يطهر المجتمع النبوي ويجعله ملائكياً؟، بالتأكيد نعم ولكن هناك حكمة ربانية ألا وهي حتى نتعلم من المعلم النبي الأمي صلوات ربي وسلامه عليه صاحب الرسالة المحمدية كيف نتعامل مع الذنوب وأهلها وكيف يكون الدفع الى التوبة والحث عليها وكيف نقاوم انتشارها ونتغلب على إشاعتها، وفوق هذا التعليم النبوي ما أكثر أخطاءنا في التعامل مع المذنبين وكثيراً ما يُعانُ في زمننا هذا الشيطان عليهم من قبل الكثير ومنهم من بجهل ومنهم من هم بكبرياء وتنزيه الأنفس.

وأعظم بلاء انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي الذي سئمنا مما فيه من كشف أستار ونشر للذنوب وتشهير وإشاعة للفاحشة وأهلها غافلون لأن التشهير والنشر لا يكون إلا بحكم قضائي وهو من العقوبات التي تكون بحكم شرعي وليس كما نرى الآن من أناس مغرمين بالتصوير والكتابة والنشر حتى أن الأمر وصل إلى خصوصيات وندعي أنها ذنوب، فقد رأيت من صوّر شخصاً مسافراً على متن طائرة وهو غافل ينظر الى صورة امرأة في هاتفه المتنقل -في الظن الشيطاني لمن صوَّره أنها امرأة ليس له صلة بها-، وهي في الغالب ابنته أو زوجته، -وهذا من حسن الظن-، ومصوِّرٌ معه شخصاً آخر يقرأ القرآن ويقول: شتان بين الاثنين!!، وأسأله بالله وقتها: ألست أنت في عمل شيطاني تريد أن تصور وتنشر وتكتب وتزكي نفسك؟!.

ختاماً إذا لم تتعلم من الحبيب صلى الله عليه وسلم وتؤمن بقوله وفعله فأنت شيطان إنس، ألعوبة في يد إبليس وواحد من جنوده، وما أكثرهم اليوم وباسم الدين والتدين ومحاربة الرذيلة، نسأل الله السلامة.

وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store