Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

فضيلة على السكّين!

يبدو أن رجل الهيئة الذي انقرض، أو ظننا أنه انقرض، أقصد ذاك الذي كان.. يجوب الأسواق بعصاه بحثًا عن امرأة ينهرها بقوله: “تغطي يا مَرَة”!

A A

يبدو أن رجل الهيئة الذي انقرض، أو ظننا أنه انقرض، أقصد ذاك الذي كان.. يجوب الأسواق بعصاه بحثًا عن امرأة ينهرها بقوله: “تغطي يا مَرَة”! فإن لم يجدها، فالويل لذلك الشاب الذي كان يتسوّق لوحده، والويل له أكثر إن كان شعرهُ طويلاً، فماكينة الحلاقة جاهزة وقريبة، طبعًا سؤال الشّاب غير خطاب المرأة ذات العينين هكذا: “وش مدخلك السوق”؟! أقول: عاد ذلك النموذج.. عاد، ولكن بشكلٍ آخر، وبسلاحٍ آخر.. فخيزرانة الأمس هي سكّين اليوم.كل هذا الكلام ليس لمجرّد الكلام قبل أن يقفز في وجهي أحد حُرّاس الفضيلة، هذا ما حدث في عروس الشمال حائل قبل أسبوعين تقريبًا، عندما تعرّض رجال الهيئة إلى أحد المواطنين هو وعائلته، بعد أن رأوا منكرًا بمقاييسهم.. “عينان مكشوفتان”، وبمقاييسهم أيضًا عالجوا ما رأوا، وهنا مربط (الحرس)! فبعض المقاييس لا تنفع معها حتّى “شهادات المواصفات والمقاييس”؛ لأنها ببساطة بلا مقاييس! انتهت تلك التصرفات الرعناء بطعن ذلك المواطن طعنتين من رجل الهيئة المدجّج بالسلاح الأبيض، فضلاً عن تدجيجه باللاّشيء.. وعيًا وتأهيلاً! في اتصالٍ أجريته مع القريبين من الحدث، استنكروا أن تحدث مثل هذه التصرفات، ولا أظنّ أن هناك عاقلاً لن يستنكر مثل هذا الفعل، وقد أوضَح شقيق.. المجني عليه.. بأنّ شقيقه كان في السوق هو وزوجته، فجاء إليه أحد الأشخاص الملتحين، وطلب منه أن تغطّي زوجته عينيها، هنا طلب شقيقه إثبات هويّة ذلك الشخص فرفض، مع أنّ هذا من أبسط حقوقه، حيث لم تكن سيارة رجل الهيئة قريبة، ولم يكن معه عسكري كما هو معتاد، كان هذا الرفض شرارة الشِّجَار الذي تطوّر إلى ما تطوّر، وتورّط إليه، إذ أصبح شخصيًّا أكثر ممّا هو أمرٌ بمعروف، أو نهيٌ عن منكر. الغريب في الأمر أننا لم نسمع أيّ تصريح حتّى الآن من هذا الجهاز الذي يتبع له ذلك الموظّف المعتدي! ما في يدنا الآن هو ذلك التساؤل القصير كنَفَس طِفْل/ الطويل كشيخوخَة.. صبرًا وانتظارًا لإجابته.. هل تمّ تأهيل ذلك الموظّف لممارسة عمله؟! إن كانت الإجابة (لا) فتلك مصيبة، وإن كانت (نعم) فالمصيبة أعظَم!لستُ ضدّ وجود الهيئة، ولا عملها، ولا حاجة لي بتأكيد عظم المسؤوليّة الملقاة على عاتق كل من يعمل بها، ولكن ميدان التعامل مع النّاس.. يحتاج لتأهيل وتدريب وانتقاء، وفرزٍ من كثير.فإلى متى تتكرّر مثل هذه التصرفات غير المسؤولة؟! وإلى متى نتحجج ونتغاضى عنها بوصفها أخطاءً فرديّة؟!al_faqre@hotmail.com

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store