Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

شكرًا على “قطار المشاعر”

لفتة جميلة من سمو وزير الشؤون البلدية والقروية الأمير الدكتور منصور بن متعب عندما قال إن ما تلقاه مشروع قطار المشاعر المقدسة من نقد طوال الفترة الماضية لا يعني كونه تشكيكًا في نجاح المشروع، وإنما ك

A A

لفتة جميلة من سمو وزير الشؤون البلدية والقروية الأمير الدكتور منصور بن متعب عندما قال إن ما تلقاه مشروع قطار المشاعر المقدسة من نقد طوال الفترة الماضية لا يعني كونه تشكيكًا في نجاح المشروع، وإنما كان يعني نقدًا من مواطنين حرصًا على مشروعات وطنهم.بداية المشروع يستوجب التقدير والتهنئة على هذا الإنجاز القياسي الذي حقق الاستفادة بنسبة 30% في حج هذا العام ونسأل الله التوفيق والسلامة للجميع.. وبصدق نحتاج لمثل هذه الروح من المسؤولين خاصة الذين يسرفون في الوعود الفضفاضة، والذين لديهم حساسية عالية من النقد ويهب رجال الطوارئ وأقصد العلاقات العامة لتجميل الصورة لمجرد شكوى من تدني الخدمة أو غيابها والمحصلة لا تغيير للمياه الراكدة في بعض الأساليب الإدارية. أعود لتصريح سمو الوزير خلال تفقده لقطار المشاعر المقدسة، فهو يعكس قناعة ورؤية قمة الهرم لوزارة مهمة، ذات التصاق شديد بالتنمية والمرافق العامة والبنية الأساسية والتخطيط العمراني والأنشطة الاقتصادية وخدمات المواطنين، وكل ذلك يصعب أن يجتمع عليه الناس بالرضا، بل ربما هي الوزارة الأكثر نصيبًا من النقد والمناقشة لهموم المواطن مع بعض أجهزتها وتحديدًا الأمانات. بالنسبة للمشروع فلا شك أنه قفزة حضارية نوعية كانت قبل عقود بمثابة خيال قبل أن تصبح حلمًا حتى في فكرته، واليوم أصبح الخيال حقيقة والحلم واقعًا في كثير من المشروعات على امتداد خارطة التنمية في الوطن والتي هي بتوفيق من الله ثمرة دعم القيادة وقرارتها وسخائها وعزيمتها التي جعلت بعون الله الصعب سهلًا وواقعًا.لكن ما إن أطلت صورة القطار حتى سارع البعض بالنقد ومنهم من وصف عرباته بأنها من عصور مضت، وبأننا أخذنا ما بدأ به العالم وليس آخر ما توصل إليه.. لكن هذا النقد المتعجل الذي أخذ أحيانًا طابعًا كاريكاتوريًا حتى من كتّاب، قابله المسؤولون بإيضاحات مهمة تكفي كل لبيب، وتؤكد أن الناس بتشتغل صح وبعقل وإخلاص، خاصة ما أوضحه وكيل الوزارة رئيس الإدارة المركزية للمشروعات التطويرية الدكتور حبيب زين العابدين بأن (قطار المشاعر يمر في مسارات مرتفعة عن الأرض على كامل رحلة القطار التي تصل إلى 20 كلم ويمر بتسع محطات، بمعدل ثلاث في كل مشعر، ويعتبر أكبر طاقة استيعابية بالمقارنة مع باقي القطارات في العالم، كما أن القطار من الداخل ليس كما كتب عنه في الإنترنت أنه يشبه - أتوبيس مناحي - بل يحمل مواصفات عالمية وداخل العربات شاشات عرض وأنظمة مراقبة وأجهزة تكييف ومقاعد لذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن، كما وفرت الوزارة عربات خاصة لنقل كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة من مخيماتهم إلى المحطات).ماذا نريد أكثر من ذلك؟! ورغم ما أعلنته الجهات المختصة أو حتى لم تعلنه، فإن الحقيقة تشرح نفسها، والمنطق يقول إن تشغيل قطار في منطقة المشاعر المقدسة لا بد له من اعتبارات خاصة تتعلق بالطبوغرافيا والمسافات والكثافة البشرية وعوامل السلامة ومواسم التشغيل، وكلها عوامل حاكمة للمواصفات التي خضعت قطعًا لدراسات دقيقة، وليس التعاقد عليها من معرض أو كتالوج.. فهل لا يفرحنا سوى نموذج القطار الطائر أو (الطلقة) حتى لا نكون أقل من اليابان، أو القطار (الصاروخ) المقترح بين لندن ونيويورك وواشنطن وسرعته تفوق (700 كم/ ساعة).. فهل تتحمل ذلك منطقة المشاعر قصيرة المسافات متقاربة المحطات، علمًا بأن شبكة القطارات العريقة في كل الدول ليست كلها بمواصفات واحدة.. وهذا هو الفارق بين قطار المشاعر وقطار الحرمين القادم.المشروع حقيقة كما قال سمو الوزير (يعد مفخرة لكل مواطن سعودي) لأن بلادنا أنجزته ولله الحمد في زمن قياسي منذ طرح الفكرة والدراسات لهذا المشروع الحضاري وتسخيره لراحة ضيوف الرحمن مهما كلفها ذلك من جهد ومال، وإذا كان البعض لم يعجبه (تصميم العربات) وكان عليهم الإلمام بمعلومات المشروع كاملًا، فإن رد المسؤولين ومنذ البداية جاء مُرحِّبًا بالنقد والملاحظات والتوضيح بأريحية يعتبرونها واجبًا وليست منة على المنتقدين، وهكذا هي الروح القيادية والإدارية التي نتمنى أن تسود خاصة من الأمانات والبلديات وأجهزة الوزارات الخدمية كافة، وتسود لغة العمل والإخلاص الحقيقي.. وفقكم الله.ikutbi@kau.edu.sa

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store