Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد الثبيتي

«خليجنا واحد»!!

A A
مع اعتذاري للأغنية التي تُعد من المُخرجات المميزة لشعوب مجلس التعاون الخليجي «خليجنا واحد» أكتب بوحي هذا بمزيد من الألم على هذا الكيان الذي لم تتم ترجمته الى واقع مأمول حتى بعد أن قارب على طَي العقد الرابع من الحراك واللقاءات على كافة الأصعدة؛ سواءً على مستوى دُوَلِه وشعوبه أم على النطاق الدولي كبلورة لموقف مُوحَّد يكون فيه الخليج كنطاق جغرافي صاحب هدف واحد يُلفت الانتباه أولاً ويسعى لتحقيقه ثانياً.

هذا العجز المتكئ على إرادة ذات أبعاد ضبابية لدى بعض دوله أدى إلى تتالي السنين دون أثر مُقنع ودور لافت لتكتل دول تجمعها خصائص متعددة تتقاطع في خطوط كثيرة؛ إلا أن الإرادة أثبتت الأيام أنها لا تحمل رؤية موحدة بعيدة المدى بقدر ما هو تجمُّع يُفرز المزيد من القرارات التي - غالباً - لا ترى النور.

كلامي السابق كان مُخْرَجاً لألم داخلي يعتصرني كأحد أبناء الخليج على خارطة مصيرها واحد وقلوب بعض أهلها شتى، فالمتتبع لأربعة عقود من العمل المتواصل في مجلس التعاون الخليجي ويُقارنها -على سبيل المثال لا الحصر- بالاتحاد الأوربي يتمكن من إصدار حكم قاطع لا يحتاج للمداولة؛ فلماذا يُحقق الاتحاد الأوربي كل هذه الإنجازات الفعلية ويكون لدوله وشعوبه هذه الرؤية الموحدة، وهم أجناس مختلفة ولغات متعددة وثقافات متباينة؟ بينما نحن كخليجيين نتقاسم الدين واللغة والتاريخ والثقافة ولكن رؤيتنا غالباً مختلفة.

الشفافية في تقييم الوضع الراهن مطلب حتمي ومواربة الحقيقة جريمة خطيرة في حق شعوب الخليج؛ فالتحولات السياسية التي تمر بها المنطقة تعكس تغيُّراً جذرياً في كثير من الحسابات المبنية في الأصل على المصالح الذاتية؛ مما يعني أننا أمام مستقبل لابد أن يكون شعارنا فيه «نكون أولا نكون»، فالتاريخ لا يرحم صانعه والمواقف لا يصنعها سوى الهِمم العالية ،، فهل نحن واعون ونستوعب؟ أم سيستمر الجدل السفسطائي حول الأدوار الشكلية على حساب القضايا المصيرية؟

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store