Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أويس عبد الرحيم كنسارة

اختبارات

A A
•• في جامعة هارفرد، أعلن عميد التعليم الجامعي «جاي هارس Jay Harris

” عام 2010 أن 23% من المواد هي التي تضمنت اختباراً نهائياً. أي 259 من أصل 1137 مقرراً تعليمياً فقط في ذلك الفصل الدراسي. وعلى أستاذ المادة أن يتخذ القرار بشأن رغبته في إجراء اختبار نهائي خلال الأسبوع الأول من الدراسة.

•• وفي التجربة الفنلندية الأفضل عالمياً للتعليم العام، لا توجد اختبارات على الإطلاق في أول تسع سنوات دراسية. بينما توجد أدوات أخرى للتقييم المستمر. ولكن لا تعطى أي علامات للطالب. فالمعلمون يعتقدون أنه لا أهمية لتصنيف المخرجات الأكاديمية في تلك المرحلة الأساسية، بل تكمن الأهمية القصوى في تنمية شغف التعلّم لدى الطلبة.

•• لقد فهمتْ أفضل النظم التعليمية في العالم، أن وضع ثقل كبير من درجات المقرر الدراسي على عاتق اختبار واحد تحت مسمى «الاختبار النهائي»، لا يعتبر دِقّةً في قياس المخرجات، ولذلك بدأت في إعادة نظرها والاتجاه نحو نُظُم التقييم الأكثر تنوعاً وشمولية على مدار السنة (أسئلة قصيرة - أنشطة دراسية - تكاليف - بحوث علمية...الخ).

•• ونحن، ربما نفقد الكثير من عباقرة الوطن إذا استمرّت بيئتنا التعليمية - في المسارات الاجتماعية والنظرية- متمحورة على التوحيد المعياري القائم فقط على الاختبارات التحريرية النهائية والدورية. ولا أزعم أن الحل في الاستغناء عنها، أبداً، ولكن في التوقف عن جعلها وسيلة التقييم الوحيدة لمستوى الطالب. فهذه الاختبارات - في غالبها- تقيس المستويات الدنيا فقط من المهارات، ولا تستطيع قياس كافة المهارات الأكاديمية العليا. فماذا يحدث؟ يستعدّ الطلاب لتعبئة عقولهم الآن وتفريغها لاحقاً.

•• وبما أننا نقبع الآن في هذا الموسم، موسم الاختبارات، رجائي لكل أستاذ ومعلم، أن يكون رفيقاً في رصده للدرجات النهائية. أرجو ذلك ليس كرماً ولا تهاوناً، بل توخّياً للعدالة. العدالة التي لا يمكن معها تحديد مستقبل طالب مجتهد طيلة العام بساعة واحدة من الإجابات المقالية أو تظليل الدوائر. هكذا كان يفعل الدكتور غازي القصيبي، رحمه الله:

« كنتُ بعد الانتهاء من تصحيح الأوراق أضيف 10 في المئة‏ من درجة المادة إلى كل الذين يحتاجون هذه النسبة ليصلوا إلى الحد الأدنى المطلوب للنجاح. لم أكن أفعل هذا مدفوعاً بسخاء حاتمي. كنت أقوم به حرصاً على توخي العدالة. ففي العلوم الاجتماعية، بخلاف العلوم الطبيعية، لا توجد أمام المصحح خطوات محددة يستطيع أن يصحح الأوراق على أساسها بموضوعية تامة كما يصحح الكمبيوتر...».

•• وستزول كل فجوة، بين التلميذ وأستاذه، إذا استحضر الأخير أن الاختبار ليس فقط للطلبة، بل هو اختبار لكفاءة المعلم قبل الطالب. هكذا أخبر القصيبي طلبة الجامعة في أول محاضرة له: ‏» إن رسوب أيٍّ منكم يعني فشلي في تدريس المادة قبل أن يعني فشله في استيعابها»! رحم الله غازي ووفقكم جميعاً.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store