Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
لولو الحبيشي

مسلسلات رمضان «لقيمات»

A A
* بات ترائي مسلسلات رمضان منافساً لترائي هلاله، وأثر نمط الحياة الرمضانية في تهافتها لشراء المأكولات استعداداً للصوم في نمط البث التلفزيوني، فتهافتت القنوات على الحصول على أكبر عدد من المسلسلات الحصرية، تقدمها للمشاهد تماماً كما يحدث في إعداد موائد إفطار رمضان التي تتحسب للجوع كثيراً، فتجهد في التنوع والكثرة، ويجلس الصائمون عليها ويغادرونها ولم ينقصوا منها شيئا، فقد ينتهي المسلسل ولم يحفل به إلا القلة.

* وغالباً ما أصاب زخم المسلسلات الرمضانية ذائقة المشاهد بالتخمة والغثيان، إذ جرت العادة على أن العلاقة بين كثرة المسلسلات وجودتها عكسية، حيث تكثر الأعمال (المسلوقة) والأفكار المكرورة والمعالجات الساذجة، والوجوه نفسها والموضوعات نفسها والحوار السمج (ذات نفسه)، أطباق رمضان مكررة أيضا في كل البيوت في كل عام.

* الاعتقاد بأن الصائمين الجائعين يلتهمون أي شيء لسد الرمق، قد يصدق على المشاهد السطحي، غير المعني بالحركة الفنية، وتطور الدراما، وثراء الأعمال الفنية، لكن غالبية المشاهدين الذين يمتلكون حساً نقدياً يضيقون بالكم الفاقد للكيف، بالهدر المهول الذي يرتكب في إنتاج ضخم لمسلسل تافه.

* أغلب الأعمال التي تبث في رمضان يظهر فيها الممثلون مجرد مستعرضين لـمظهرهم الرمضاني الجديد أو مقتنياتهم أو استظرافهم، أمام مؤلفين ومخرجين لا يزالون عاجزين عن إنتاج عمل كـ(ليالي الحلمية) مثلاً، لا حصراً.

* مسلسلات رمضان تشبه (اللقيمات)، كثيرة جدا، شعبية جداً، تضر أكثر مما تنفع، وحين تُجرِّب إعدادها (الرفلاوات) تصبح أشكالا ممسوخة وعاهات لا يجرؤن على تقديمها.

* رمضان كما هو فرصة لتغيير نمط الحياة ليكون صحياً أكثر، هو فرصة لمراجعة التعاطي مع رمضان كشهر له خصوصيته الروحانية، لا يتطلب بحالٍ من الأحوال من مديري القنوات استهداف (تحنيط) المشاهدين حول شاشة لا تبث إلا السخف والتهريج.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store