شباب مكة.. «شبكة إنسانية» متحركة في خدمة المعتمرين برمضان

يمثلون «شبكة إنسانية» متحركة تعمل في كل جنبات المسجد الحرام لخدمة المعتمرين خلال رمضان، تعلو وجوههم الابتسامة، ولا يسعدهم سوى الشعور بالامتنان لما يقدمونه، وأقصى ما يأملون فيه دعوة مستجابة من معتمر أو معتمرة في عمر الأم أو الأب.

على مدار الساعة، يتسابق شباب مكة المكرمة للعمل في مشروع تعظيم البلد الحرام الزمن لتقديم حزمة من الأنشطة الاجتماعية والتطوعية لضيوف الرحمن في موسمي رمضان والحج، دعما لرؤية السعودية 2030م، إلى جانب العديد من الأنشطة الخدمية والتثقيفية التي يقدمها برنامج شباب مكة في خدمتك وهو برنامج اجتماعي تثقيفي وتفاعلي يعتمد على البناء القيمي، يستهدف شريحة الشباب، ليتبنوا مشروعات ميدانية بناءة وفق القيم الإسلامية الفاعلة؛ ليصبحوا أنموذجا حضاريا يخدم سكان مكة والوافدين إليها.

تطويف كبار السن وأصحاب الاحتياجات

ومن الخدمات التي يقدمها مشروع تعظيم البلد الحرام برنامج شباب مكة في خدمتك المعني بالمنطقة المركزية، وبرنامج الحي المعظم الذي تتمحور فكرته على إبراز حي نموذجي في التعظيم والتواصل المجتمعي يمكن لباقي الأحياء المكية محاكاته، وبرنامج «هاجر» القسم النسائي للمشروع، ووحدة العمل التطوعي «مبادرون». وبرنامج مكي للأطفال.

ويحتوي مشروع تعظيم البلد الحرام على أنشطة موسمية منها (خدمة الطائفين)، وذلك بتهيئة عدد من الشباب لتطويف كبار السن وأصحاب الاحتياجات وتسعيتهم مجانا بالشراكة مع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام على مدار الساعة.

من ضمن الأنشطة (التوعية بحق الطريق)، وذلك بالشراكة مع الأمن الوقائي بشرطة العاصمة المقدسة لتوفير عدد من الشباب لمساندة رجل الأمن في منع الافتراش في الطرقات المزدحمة ومنع الظواهر السلبية، ويأتي بعد ذلك نشاط (تنظيم المواقف)، بالشراكة مع الإدارة العامة للمرور في تنظيم حركة السير ووقوف السيارات في المواقف المخصصة في مواقف كدي ومواقف المسخوطة، ثم نشاط (إرشاد التائه)، وذلك بالشراكة مع فرع وزارة الحج والعمرة بمكة بإيصال المعتمرين التائهين بالمنطقة المركزية بالمسجد الحرام.

5 ضوابط للانضمام للمشروع

وضع المشروع عدة معايير لاختيار الشباب المشاركين في الأنشطة ومنها التزامه بالآداب الإسلامية في المخبر والمظهر، وأن يكون سفيراً للتعظيم بأخلاقه وحسن تعامله، وسلامته وخلوه من الأمراض، وأن لا يقل عمره عن سبعة عشر عاماً ولا يزيد ثلاثين عاماً.

ويدرب المشروع الشباب قبل نزولهم للميدان على ثقافة التعظيم من خلال المعلومات المعرفية عن مكة وخصائصها، ومهارات التعامل مع ضيوف الرحمن، وإعطائهم دورات تخصصية بحسب كل خدمة، بهدف تقديم خدمة ذات جودة عالية تليق بالوافد الكريم.

عاملون: خدمة المعتمرين

عبدالله الحارثي: أشعر بسعادة عارمة عندما أساعد كبار السن، رغبة في الحصول على الأجر العظيم من خلال منظومة متكاملة للعمل الميداني.

وقال طارق الزبيدي: أنسى تعب الصيام وأنا أخدم المعتمرين وزوار المسجد الحرام، وأضاف: ساعات العمل الطويلة في نهار رمضان ﻻ أشعر بها وأنا أتلقى الدعوات من أفواه المعتمرين حين أساعدهم على الطواف والسعي وأدفعهم بعربيتي ويتفرغون للذكر والتسبيح.

ويغبط مشعل القثامي نفسه بالعمل وسط هذا التجمع الإيماني لتقديم أرقى الخدمات للزوار والمعتمرين ضمن أنشطة برنامج شباب مكة في خدمتك. أما صفوان هوساوي فقال: أجد سعادة كبيرة لم يسبق لي الإحساس بها منذ الطفولة إلى جانب شعوري بكل الفخر والرضا وأنا أخدم ضيوف الرحمن هذا العام.

من جانبه قال مدير نشاط الطائفي ببرنامج شباب مكة في خدمتك، صالح عثمان النجدي: إن المشروع يهدف إلى خدمة ضيوف بيت الله الحرام من خلال خدمة الطائفين والتوعية بحق الطريق وإرشاد التائهين.

​المشروع يبرز صورة مشرقة لأبناء المملكة

يسعى مشروع تعظيم البلد الحرام إلى تحقيق جملة من الأهداف من ضمنها تعزيز ثقافة خدمة المجتمع المكي، وتحقيق معاني الأخوة الإيمانية مع الوافدين لإبراز الصورة المشرقة لأبناء المملكة عموما وشباب مكة على وجه الخصوص، وإطلاع الشباب على الجهود الكبيرة التي تبذلها المؤسسات الحكومية والأهلية في بناء حضارة البلد الحرام وحفظ مقدراته وأمنه، لتتضافر جهودهم مع الجهود الموفقة التي تقدمها الدولة من خلال رؤية 2030 والتي تهدف إلى الوصول إلى مليون متطوع، بقيادة رشيدة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز.

وتهدف المبادرة التي أطلقها مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل المتمثلة في مشروع «كيف نكون قدوة؟» لتسخير كل الإمكانات لخدمة ضيوف الرحمن، إلى جانب إطلاق برامج ترفع من همة الشباب لتجعلهم أهل نخوة وشهامة دائمي الصلة بالحرم حتى يصبح ذلك سمتا تُستهجن مخالفته.