Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أويس عبد الرحيم كنسارة

شذرات ومتفرّقات من الحكمة

A A
* ابتدئُ حِكم الْيَوم بلفتة عن الحديث حول المال، والسعادة وراءه، والحقيقة كما أراها؛ أن المال لا يضمن السعادة، ولكنه يعطيك عرضاً مغرياً للسعادة. لا يضمن لك الصحة، ولكنه ربما يمكّنك من شراء بوليصة تأمين عالية المستوى لتطبيبك وقتما احتجت! وهذا المفهوم في الحقيقة لا يفهمه كثير من الناس. يحسبون أن المال سر السعادة، وأن لا شقاء في ثروة. وكانت قناعتي -وقت نعومة أظفاري- كذلك، إلى أن وجدت بوب مارلي يقول: (إن المال أرقام، والأرقام أبداً لا تنتهي، فإذا كنتَ تحتاج المال لتكون سعيداً، فبحثك عن السعادة أبداً لن ينتهي!) وفِي نفس الفكرة أقنعني أبوالعتاهية حينما أشعر:

أرى الدنيا لمن هيَ في يديهِ

‏عذاباً كلما كثُرتْ لديهِ!.

* ثم حكّني لساني يوماً ما، وهممت بالبوح والفضفضة، بأخباري الحزينة والمفرحة، إلا أن كاتباً -في هذه الزاوية- وعظني قائلاً: أعلم أن الغموض -النابع من الكتمان- صفة أنيقة، تعطي الإنسان شيئاً من الوقار والجاذبية، فاحذر أن تكون كتاباً مفتوحاً، أوراقهُ معرّضة للتلف والتمزيق، والشّمعة التي تُضيئه تنطفئ ولا تَقيد، وتذكَّر دائماً بأن الكِتْمان خَيْرٌ من الإعلان!

وأقنعني أكثر، قول الشاعر:

إن أردت نجاحاً أو بلوغ منى

فاكتم أمورك عن حافٍ ومنتعلِ

* تحدثت عن لطف الكلام، وجمال الأسلوب، فسألني أحدهم: هل أستفيد شيئاً من ذلك؟ ردّت عَلَيْهِ الكاتبة «إليف شافاك»: إن الكلمات التي تنبعث من أفواهنا لا تتلاشى بل تظل في الفضاء اللا نهائي إلى ما لا نهاية، وستعود إلينا في الوقت المناسب!

* ثم تفكّرت في عيوب النساء والرجال، ماذا يغطيها ويخفيها؟ فجاءتني الإجابة البليغة من الإمام الشافعي رحمه الله:

‏وإنْ كثرتْ عيوبُكَ في البرايا

وسَركَ أَنْ يَكُونَ لَها غِطَاءُ

‏تَسَتَّرْ بِالسَّخَاء فَكُلُّ عَيْبٍ

يغطيه كما قيلَ السَّخاءُ

* كما تفكَّرت في النجاح، وهواجس عوائقه، التي منعت مُريديه من تحقيقه. فسألتني نفسي، ما هو العامل الأول، والخطوة الأهم لتذليل عقبات أي نجاح؟، أجبتُ عليها من التجارب: اعتزال العقول الصغيرة؛ هو المساعد الأهمّ لتحقيق الإنجازات الكبيرة!

* وعن الأنثى كان لي نصيب من التساؤل؛ هل فعلاً خلف كل رجل عظيم امرأة؟.

ردّ معالي الدكتور غازي القصيبي -رحمه الله- ضاحكاً:

«إذا أردت الحقيقة؛ كلهنّ في الأمام ونحن من يركض خلفهنّ!»

* سألتُ روحي أخيراً، مَن تُحبّين؟ فأجابتني بلهجةٍ مصرية، بكلمات مُغنّاة وصوت جميل: (بحب الناس الرايقة، اللي بتضحك على طول.. أما العالم المتدايئة، أنا لأ مليش في دول!).

أضحك الله أيامكم وأسعدكم جميعاً، وإلى لقاءٍ قريب بإذن الله.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store